فوجى عمال وسائق جرّافة أثناء قيام بلدية جنين بعمليات تجريف لإنشاء محطة للمركبات في وسط بلدة يعبد، باكتشاف موقع أثري هو عبارة عن مغارة. وأعلنت وزارة السياحة والآثار بعد دراسة أولية لبعض عينات المواد الأثرية التي تم العثور عليها، اكتشاف مقبرة أثرية تعود إلى الفترة الرومانية المتأخرة وبداية الفترة البيزنطية. ووُجد داخل المغارة 16 قبراً أثرياً، كما تم العثور على 25 قطعة من الفخار والزجاج والعملة المعدنية، وفق بيان لإدارة العلاقات العامة والإعلام في الشرطة الفلسطينية. وأعلنت وزارة السياحة والآثار، في بيان لها، أن المقبرة منحوتة في الصخر، وهي ذات مدخل مستطيل الشكل، ومكوّنة من حجرة وسطى تحيط بها مجموعة من المدافن الممتدة في شكل أفقي في الجهات كافة. واستخدم فيها ما يُسمى بنظام الدفن الثانوي، والمتمثل باستخدامها لدفن الموتى لسنوات طويلة، بحيث يتم تحريك عظام الموتى من مكانهم بعد سنوات من دفنهم، ويتم وضع موتى جدد مكانهم. وبيّنت الوزارة في بيانها، أن العمل في الموقع ما زال مستمراً، وأن طواقم الوزارة تقوم بأعمال تنقيب وتوثيق شاملة من أجل الكشف في شكل دقيق عن جميع المقتنيات الأثرية ودراستها. وأكدت وزيرة السياحة والاثار رُلى معايعة، أهمية هذا الاكتشاف الذي من شأنه أن يغني المادة العلمية لتلك المنطقة بمعلومات جديدة ومفيدة لم تكن معروفة من قبل، كما أنه سيسهم في زيادة الوعي لدى المواطنين بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي وحمايته. بدوره، أكد مدير عام حماية الاثار في الوزارة صالح طوافشة دور هذه المغارة في إثراء البحث العلمي بمادة جديدة عن حقبة تاريخية مهمة تمثلها هذه المقبرة، لتوفر مادة جديدة عن عادات الدفن في منطقة يعبد في الفترتين الرومانية والبيزنطية. وتحدث رئيس بلدية يعبد سامر أبو بكر ل«مدرسة الحياة» عن أهمية اكتشاف المقبرة لبلدة يعبد ولفلسطين بأنها «وثيقة حية وشاهد على تاريخ المنطقة وإرثها وعراقتها في تلك الفترة، وهذا بدوره سيشكل مادة علمية مهمة لطلاب المدارس والجامعات والباحثين». وأكد أن «المقبرة الرومانية» لا تؤثر على محطة المركبات المزمع الانتهاء من إنشائها بعد أشهر عدة، إذ أنها لا تقع فوق المقبرة بل تقابلها، لهذا سيتم بناء بوابة في سور محطة المركبات معبراً للمقبرة الرومانية لتسهيل دخول السياح والباحثين والمهتمين.