على خُطى تنظيم «القاعدة» الإرهابي، يسير «داعش»، التنظيم الأكثر دموية في عهد التنظيمات الإرهابية. وعلى رغم شدة العداء والقتال والتكفير المتبادل بين التنظيمين، إلا أن «الدواعش» استنسخوا من «القاعدة» شعار «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب». وترجم ذلك من خلال عدد من الإصدارات المرئية والكتب والمقالات. إلا أن تركيز «القاعدة» كان منصباً على عمليات ضد الأجانب في المقام الأول، سواءً من خلال استهداف مجمعات سكنية يقطنها أجانب في الرياض والشرقية، أو عمليات الاستهداف الفردية. إلا أن ربيبه «داعش» لم يركز على الأجانب بشكل كبير، وإن اتفق مع «القاعدة» على قاعدة «الإخراج»، فهو أدار بوصلة «الإشراك» نحو فئتين: الشيعة ورجال الأمن. ويسعى «داعش» للعزف على وتر الطائفية، ففي قراءة تحليلية لبيان وزارة الداخلية الصادر أمس، يتضح أن التنظيم يسير على النهج نفسه، مع تغير الأسلوب، إذ بدأ أخيراً في التركيز على عمليات «نوعية»، أسماها «الذئاب المنفردة»، تستهدف الوحدة الوطنية، بإثارة الطائفية وإشعال الفوضى لإحداث فتنة، تكون نتائجها أهم وأكبر من العمليات الأخرى. كما انتهج التنظيم نهج «القاعدة»، في محاولة استهداف المنشآت الأمنية والحكومية، وتجنيد صغار السن. واستهدف «القاعدة» في عملياته منشآت عدة، وقع أبرزها منتصف أيار (مايو) 2003، عبر تفجيرات انتحارية في الرياض، أعلن التنظيم مسؤوليته عنها. واستهدفت هذه التفجيرات مجمعات يقطنها أجانب، كما قام التنظيم بعمليات «الذئاب المنفردة» التي يعمل بها تنظيم «داعش» حالياً، مستهدفاً أجانب. بدوره، قال الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة محمد العمر ل «الحياة»: «إن منهج التنظيمات المتطرفة واحد، وهو إشاعة الفوضى، وأساليبها التي تعتمد عليها في الاستهداف قد تختلف قوتها، ومدى إصابتها، فلا غرابة أن تتفق أدوات «القاعدة» و«داعش» في بعض المخططات، طالما أن النتيجة ستكون مرضية بالنسبة لهم». وأضاف العمر: «إن اليقظة الأمنية في السعودية تدفع «داعش» لاختيار مخططات «القاعدة»، ولكن بإضافة لمسات إجرامية عليها، ليكون له بصمته، لأن الخناق يزداد على خلاياه في السعودية. وهذا ما يستدعيه لأجل تنفيذ عمليات متشابهة». وتابع: «اعتدنا من «داعش» اختلاق عمليات إجرامية جديدة مقززة، لكن الظروف الأمنية المشددة في السعودية تحتم على التنظيم اختيار الطرق التقليدية، إن صح التعبير»، لافتاً إلى أن هدف التنظيمات المتطرفة «إثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى، وهما ما يمكنهم تنفيذه بأقل عتاد أو نوعية الأفكار والطرق المستحدثة».