أعلنت السعودية أمس أنها أوقفت 431 شخصاً خلال الأسابيع الماضية لهم صلة بسلسلة من الأعمال الإرهابية التي شهدتها البلاد خلال الأشهر الماضية، وغالبيتهم مواطنون، إضافة إلى يمنيين ومصريين وسوريين وأردنيين وجزائريين ونيجيريين وتشاديين، وآخرين غير محددي الهوية.(للمزيد) وعدّدت الوزارة في بيان أمس أبرز النشاطات الإرهابية التي تورط فيها الموقوفون، وهي استهداف المصلين في قرية الدالوة، وإطلاق النار على دورية للأمن العام شرق الرياض، وإطلاق النار على دورية أمن منشآت بالقرب من موقع الخزن الاستراتيجي (جنوبالرياض)، واستهداف المصلين في مسجد بلدة القديح (في محافظة القطيف)، واستهداف المصلين في مسجد حي العنود بالدمام. وأوضحت الوزارة أنها أوقفت 97 شخصاً على صلة بعملية الدالوة، وآخرين منخرطين في عمليات تعرف ب «الذئب المنفرد»، وتهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية وتستهدف رجال أمن ومقيمين. كما كشفت توقيف 190 شخصاً تورطوا في تفجيري مسجدي القديح وحي العنود بالدمام، ويتوزع هؤلاء على أربع خلايا، مهماتها الرصد الميداني للمواقع المستهدفة، من مساجد ومنشآت حكومية ورجال أمن، وتجهيز الانتحاريين وإعدادهم، وتصنيع الأحزمة الناسفة. وأعلنت وزارة الداخلية السعودية إحباط سلسلة من العمليات الإرهابية، منها عملية انتحارية باستخدام أحزمة ناسفة تستهدف جامع مبنى قوات الطوارئ الخاصة في الرياض، يستوعب 3 آلاف مصل في صلاة الجمعة في 9 رمضان الماضي، وعمليات انتحارية تستهدف ستة مساجد في المنطقة الشرقية في شكل متتابع، كل يوم جمعة، بالتزامن مع عمليات اغتيال لرجال أمن على الطرق، إضافة إلى استهداف مقر بعثة ديبلوماسية، واغتيال رجال أمن، وعمليات تستهدف منشآت أمنية وحكومية في شرورة، وإقامة معسكر تدريب في صحرائها، والتواصل والتنسيق مع عناصر مطلوبة في اليمن. كما أعلنت توقيف 144 شخصاً من العناصر الداعمة التي عملت على «نشر الفكر المنحرف عبر شبكة الإنترنت، وتجنيد العناصر، ونشر الدعاية المضللة»، لافتة إلى أن حصيلة العمليات الإرهابية والتصدي لها هي «37 شهيداً من رجال الأمن والمواطنين، وإصابة 120 شخصاً، إضافة إلى قتل ستة إرهابيين». وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي: «إن الجهات الأمنية المختصة تمكنت خلال الأسابيع القليلة الماضية من الإطاحة بتنظيم مكون من خلايا عنقودية، مرتبط بتنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك ضمن مخطط يُدار من المناطق المضطربة في الخارج، ويهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية، وإشاعة الفوضى». وأكد العميد بسام عطيه، أنه من خلال استعراض مخططات التنظيم الإرهابي، والجداول الزمنية المخصصة لتنفيذ هذه الأعمال، يتضح أن التنظيم كان يهدف إلى أن يكون شهر رمضان المبارك ذروة للعمليات الإجرامية، فيما كانت الأشهر السابقة لرمضان، مخصصة للإعداد والتجهيز والتخطيط وضخ الأموال والتدريب والتغطيات الإلكترونية. وقال اللواء منصور التركي، رداً على سؤال حول استراتيجية التنظيم الإرهابي في السيطرة على صغار السن: إن التنظيم يستهدف هذه الفئة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ومن خلال دعايات التنظيم عبر الشبكات الإلكترونية، إذ يعمل التنظيم على استهداف صغار السن المندفعين الذين يبدون استعدادهم لتنفيذ الأوامر، ومبايعة التنظيم الإرهابي، ومن ثم يقوم التنظيم بتوكيل آخرين للتواصل مع هؤلاء الأشخاص، وتزويدهم بالمعلومات حول الأماكن المستهدفة وتوفير الدعم اللوجستي لهم، مؤكداً ضرورة درس وفهم قلب المشكلة وهم الأشخاص الذين يختارون الاستجابة لهذا التنظيم. وعن استهداف التنظيم الإرهابي الجوامع أكد العميد عطيه أن اللحمة الوطنية ظهرت على السطح، مؤكدة تلاحم أفراد المجتمع كافة مع قيادتهم، ما أثار عناصر التنظيم، الذين حاولوا بشتى السبل استهداف اللحمة الوطنية وإثارة الفتن الطائفية في محاولة يائسة لزعزعة الأمن ونشر الفوضى والفرقة بين المواطنين. وفي سياق ذي صلة، أكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء أهمية المضامين التي جاءت في بيان وزارة الداخلية أمس. وقالت الأمانة في بيان أمس إن على الجميع كلٍ في مسؤوليته ومكانه، أن يكشف عوار هذا الفكر الخارجي الخبيث، سواء في ذلك طلاب العلم والخطباء والمدرسين والكتاب والإعلاميين وكل من يملك أداة للبيان والإعلام وموقعاً للإصلاح والتقويم، وعلى الأسر دور بارز في توجيه الأبناء والبنات وتحصينهم من هذه الأفكار الدخيلة.