دعا مصدر مصري رفيع حركة «حماس» إلى تسليم الفلسطيني الذي أطلق النار على الجندي المصري الذي استشهد على الحدود المصرية - الفلسطينية منذ أسبوعين على خلفية أحداث الشغب والفوضى التي قال ان «حماس» افتعلتها على الشريط الحدودي. وصرح المصدر ل «الحياة»: «إذا أرادت حماس فعلاً أن تثبت حُسن نياتها، عليها أولاً أن تسلم هذا القاتل»، مشدداً على أن هذا مطلب تُصر عليه مصر. ونفى رواية «حماس» من أن الجندي المصري قتل خطأ، متهماً الحركة بالكذب والافتراء، وتساءل باستنكار: «هل شرّحوه حتى يرددوا هذه المقولة» بأن الجندي قتل خطأ برصاصة مصرية أطلقت عليه من الخلف، أي من الجانب المصري. ورفض المصدر مقولة «حماس» بأن هناك خمسة أشخاص في حال موت سريري نتيجة إطلاق نار عليهم من الجانب المصري، وقال: «القوات المصرية اضطرت إلى ضرب نار في الهواء لتفريق المتظاهرين». كما رفض مطلب «حماس» الداعي إلى تشكيل لجنة للتحقيق في مقتل الجندي، وقال: «نحن نعرفه بالاسم، وأبلغناهم به (في إشارة إلى قيادات حماس في غزة)، وطلبنا منهم تسليمه». وعن مصير جهود المصالحة في ضوء هذه الأزمة التي تعتري العلاقات بين مصر و «حماس»، أجاب: «لن نتخلى عن ملف المصالحة، لكن إذا أرادت حماس أن نستمر في مساعينا في هذا الصدد، عليها أولاً أن توقع على الورقة المصرية مثلما وقعت حركة فتح، وحينئذ سنرحب بها على الرأس والعين»، نافياً أن تكون دول عربية توسطت ما بين مصر و «حماس» في ملف المصالحة. وعما إذا كانت مصر ترفض استقبال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل بسبب الأجواء المشحونة بينهما، أجاب: «لم نوجه دعوة إلى مشعل، وهم من جانبهم لم يطلبوا الحضور». وعن الموقف المصري في حال عقد لقاء جمع بين الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ومشعل، أجاب: «هذا شأن فلسطيني داخلي لا نتدخل فيه على الإطلاق ... وهو أمر يعود إلى الجانبين». وسئل هل مصر لا تزال تستبعد عقد قمة تجمع بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو برعاية الرئيس حسني مبارك، فقال: «مصر لن تسعى الى عقد لقاء محكوم عليه بالفشل مقدماً»، لافتاً إلى أنه «فقط في حال قدمت إسرائيل عرضاً مناسباً أو شروطاً جيدة وأبدت استعدادها لتقديم بعض التنازلات (في إشارة الى تجميد الاستيطان)، حينئذ سيختلف الوضع وسنعيد النظر في الأمر»، في إشارة إلى عقد لقاء ثلاثي، مشدداً على أن الأمر مرتبط بالموقف الاسرائيلي. وقال: «لن ترعى مصر أي قمة فلسطينية - إسرائيلية قبل تهيئة المناخ الإيجابي لإحداث حلحلة تكون كافية لاستئناف المفاوضات وخلق أمل لإيجاد أفق في العملية السلمية، وإلا فلا جدوى ولا حائل من هذه اللقاءات (...) وعندئذ فلا داعي لها من الأساس».