جنيف - أ ف ب - يُتوقع أن تطغى على نقاشات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الأربعاء المقبل، إعادة إعمار هايتي وإصلاح النظام المالي. وسيعطي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إشارة انطلاق هذا اللقاء السنوي لأقطاب الرأسمالية العالمية، الذي يُعقد في أجواء أقل تشاؤماً عن ملتقى العام الماضي. وبعد ثلاثة أسابيع على وقوع الزلزال المدمر في هايتي، سيُدعى 2500 مشارك في المنتدى، الى جلسة تقررت في اللحظة الأخيرة للبحث في إعادة إعمار هايتي أحد أفقر بلدان العالم. وأكد مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي ورئيسه كلاوس شواب، أن هايتي «ستكون في طليعة المحادثات»، في حضور الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون الذي بات مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة في هايتي. ولفت شواب إلى أن الهدف يتمثل في «إطلاق مبادرة ينخرط فيها عالم الأعمال في إعادة إعمار» دائمة لهذا البلد. وإلى ملف هايتي، سيشكل المنتدى الذي يُعقد بين 27 و31 من الشهر الجاري، «مناسبة للبحث في الانتعاش الاقتصادي الهشّ وإصلاح النظام المالي، الذي سبّب اضطرابه أزمات مال واقتصاد في عامي 2008 و2009». وشدد شواب أستاذ الاقتصاد السابق، على ضرورة «تواصل الإصلاحات اللازمة»، معتبراً أن «أمراً أساسياً لا يعمل كما يجب في القطاع المالي، ونريد مواجهة القادة بهذه الحقيقة». وأقرّ بأن «أملنا في إعادة التوازن في العلاقة بين الاقتصاد الحقيقي وعالم المال». واعتبر الأستاذ في جامعة لوزان جان بيار ليمان، أن «الفكرة تكمن في ضرورة تحسين ما هو قائم بدلاً من إعادة النظر في كل شيء». لكن يمكن أن تكون المهمة كبيرة رغم ذلك، إذ يُتوقع أن يستفيد عدد كبير من ممثلي المصارف المشاركين مثل «دويتشه بنك» و «يو بي اس» و «كريدي سويس» و «سوسييتيه جنرال» و «مورغان ستانلي»، من المنتدى لمطالبة القادة السياسيين المشاركين بخفض سقف الإصلاحات المطلوبة. كما يُرجح أن يشكل المنتدى، الذي يفاخر بدعوة ممثلي المجتمع المدني، مناسبة لإثارة «الأزمة الاجتماعية»، التي تهدد بحسب المنتدى، بالضغط هذه السنة وبشدة على موازنات الحكومات مع تفاقم البطالة.