دعا الرئيس حسني مبارك المثقفين والمفكرين في مصر إلى العمل على محاصرة الفتنة، بعد اطلاق نار على اقباط لدى خروجهم من الكنيسة في نجع حماد عشية عيد الميلاد، ما ادى الى مقتل 6 منهم وشرطي مسلم. وقال مبارك في كلمته أمس لمناسبة الاحتفال بعيد العلم: «أدمى العمل الإجرامي في نجع جمادي قلوب المصريين، أقباطا ومسلمين». وأضاف: «برغم تعليماتي بسرعة تعقب مرتكبيه ومعاقبتهم بقوة القانون وحسمه، فإنني أسارع بتأكيد أن عقلاء هذا الشعب ودعاته ومفكريه ومثقفيه وإعلامييه يتحملون مسؤولية كبرى في محاصرة الفتنة والجهل والتعصب الأعمى والتصدي لنوازع طائفية مقيتة تهدد وحدة مجتمعنا وتماسك أبنائه وتسيء لصورة مصر مهد الحضارة والتسامح عبر التاريخ». وحض مبارك، في كلمته خلال الاحتفال الذي شهد تكريم 27 من علماء مصر، على بناء «مجتمع متطور لدولة مدنية حديثة، لا مجال فيه لفكر منحرف يخلط الدين بالسياسة والسياسة بالدين، لا مكان فيه للجهل والتعصب والتحريض الطائفي، يرسخ قيم المواطنة بين أبنائه قولا وعملا، ولا يفرق بين مسلميه وأقباطه». من ناحية أخرى، أكد مبارك ضرورة ربط مخرجات التعليم بحاجات سوق العمل، وهو ما يطرح ضرورة التركيز على التعليم الفني، وتطويره، وتغيير ثقافة المجتمع تجاهه والضرورة المماثلة لتطوير التعليم العالي فى ذات الاتجاه وتحقيقا لذات الهدف. وأوضح أن «مشكلة التمويل ستظل العقبة الكبرى أمام جهودنا لتطوير التعليم والبحث العلمي». وقال: «ما نخصصه للدعم بمختلف أشكاله تجاوز في ميزانية العام الماضي 95 بليون جنيه، وهو ما يزيد عن مجموع ما ننفقه على خدمات التعليم والرعاية الصحية، ويظل التساؤل مطروحا وبقوة هل يستقيم هذا الوضع؟ وهل يمكننا الاستمرار في تحمل أعبائه وتبعاته على حاضر ومستقبل الوطن؟». وطالب الحكومة والبرلمان بدراسة أفضل السبل لتوفير موارد إضافية لهذه المنظومة المهمة بتشريع يحررها من قيود ومصاعب التمويل، ويأخذ في اعتباره تجارب من سبقنا من الدول المتقدمة.