مرة أخرى سلكت الدعوة التي وجّهها رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري لانتخاب رئيس جديد للجمهورية طريق التأجيل في ظل غياب أي مبادرة جدية للخروج من المأزق، فيما كان الإتفاق النووي بين إيران ودول ال5+1، الحاضر الأبرز في ساحتي النجمة ومقر الرئاسة الثانية. فالجلسة ال 26 لم تُعقد أيضاً بسبب عدم اكتمال النصاب بعدما رسا عدد النواب الذين دخلوا القاعة العامة في البرلمان على 48 نائباً فيما المطلوب 86 من أصل 128 نائباً عدد أعضاء المجلس، فأعطى بري موعداً جديداً في 12 آب (أغسطس) لجلسة هي الرقم 27 في تعداد الجلسات. السنيورة: انتخاب الرئيس مفتاح للحل واستعيض عن هذه الجلسات بلقاءات ثنائية وثلاثية ورباعية في أروقة المجلس أبرزها الاجتماع الذي عقد في أحد الصالونات وضم رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس المجلس فريد مكاري والوزير بطرس حرب والنائبين ستريدا جعجع وجورج عدوان. وخيّم الاتفاق النووي على المواقف فأكد السنيورة في لقاء مشترك هو وعدوان مع المندوبين الاعلاميين في البرلمان أن «عدم انتخاب الرئيس ليس بالأمر المفيد ويجب التوصل الى التوافق على انتخاب رئيس يحب اللبنانيين ولا يساهم في تباعدهم». ورأى أن «الرئيس هو من يجمع اللبنانيين ويحفظ الدستور وفشلنا في انتخاب الرئيس بسبب التعطيل الذي يمارسه بعض النواب»، معتبراً ان «انتخاب الرئيس مفتاح أساس لحل كل الإشكالات في لبنان». وأكد أن «الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى حدث مهم وعلينا ان ننتظر أكثر لنتعرف الى حقيقة ما جرى، ونحن كلبنانيين وعرب كان لنا موقف. نقول إننا ضد أن يكون أي وجود نووي لاغراض غير سلمية وأول هذه الدول اسرائيل وليس فقط ايران». وقال: «نحن نسعى لإنشاء علاقات جيدة مع إيران وهناك أمور تجمعنا معها وهناك تاريخ طويل من العلاقات بين إيران والدول العربية». وقال: «وردت مسألة في غاية الأهمية على لسان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي وهي تتعلق بأهمية التوصل الى حلول ونتائج عبر الحوار والتواصل وهو أمر مخالف للاسلوب الذي يتوخى استعمال السلاح أو القوة في هذا الشأن. اعتقد قضية بهذا الحجم وعلى أهميتها تم التوصل اليها عبر الحوار الذي اشار اليه السيد خامنئي واعتقد ان ما يسري على علاقة إيران مع المجتمع الدولي يمكن ان يسري ايضا على ايجاد العلاقة السليمة والصحيحة والسوية بين إيران وبين الدول العربية». وعن عدم التوصل الى نتيجة ملموسة على الأرض على رغم كل الحوارات القائمة قال السنيورة: «جميعنا يتألم لهذا الوضع، صحيح دخلنا في حوار مع «حزب الله»، وما زلنا رغم اننا لم نحقق أي تقدم حقيقي في هذا الشأن، لكننا نقول ان لا عداوة بيننا وبين «حزب الله»، هناك خصومة سياسية وهذا يحل من خلال التواصل والحوار بيننا وبين الحزب، على أمل ان يعود عقل الرحمن ويصلح، هناك إمكانية في هذا الخصوص». أما عدوان فأشار الى ان «التفاهم الذي جرى بين «المستقبل» و»القوات» فتح باب تشريع الضرورة، والاولوية هي وضع قانون انتخابي. وما نحاول ان نقوم به مع الرئيس بري ووليد بك جنبلاط والجميع، هو ان الدورة الاستثنائية يجب ان تكون على رأس المواضيع التي يجب ان تقر في مجلس الوزراء، وان يكون قانون الانتخاب من الاولويات. يعني علينا ان نفتح الباب لقانون جديد للانتخابات ولتشريع الضرورة من جديد. وأقول ان اللإستقرار والتشنج يضران بالجميع». وفي لقاء الاربعاء تمحور الحديث حول الملف النووي ونتائجه، فقوّم بري «ايجاباً الاتفاق». ونقل نواب عنه انه يتوقع ان «تكون له انعكاسات ايجابية على المنطقة، وان يساعد على تحقيق الانفراج في لبنان»، وقال: «لقد سعينا جاهدين للبننة الاستحقاق الرئاسي، ولم ننجح، وربما يساهم هذا الاتفاق بخلق أجواء مساعدة على ازالة التعقيدات امام انتخاب رئيس للجمهورية». وشدد بري على «ضرورة ان يبادر اللبنانيون في ضوء ما حصل الى السعي لتعزيز مناخات التوافق في ما بينهم لملاقاة الاجواء الايجابية المنتظرة بعد الاتفاق النووي». وتناول بري ايضاً موضوع النازحين السوريين في لبنان و«الاعباء الثقيلة التي يواجهها جراء ذلك»، مجدداً مطالبة المجتمع الدولي «بمساعدة لبنان لمواجهة الاستحقاق الصعب خصوصاً على الصعيدين التربوي والصحي». وتلقى برقيات تهنئة بعيد الفطر من الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس العراقي فؤاد معصوم، ورئيس مجلس الاعيان الاردني عبدالرؤوف الروابدة، وزعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري. ومن زوار بري، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد. ...والسفير الأميركي يجول وغداة الاتفاق النووي، جال امس، السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل على عدد من المسؤولين اللبنانيين، والتقى الرئيس بري وجرى عرض التطورات وأجواء الاتفاق النووي بين ايران ودول ال 5 + 1، وفق مكتب بري الإعلامي. وزار هيل الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي وعرض معه التطورات. كما زار رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط في حضور وزيري الصحة وائل أبو فاعور والزراعة أكرم شهيب، والنواب: مروان حمادة، نعمة طعمة وغازي العريضي، وجرى عرض التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، كما افادت مفوضة الإعلام في الحزب «التقدمي الاشتراكي». واستبقى جنبلاط ضيفه إلى مائدة الغداء.