لقيت معلمتان مصرعهما وأصيبت 7 آخريات أمس، إثر اصطدام السيارة التي كانت تقلهن "ميكروباص"، بسيارة "شاص" تقل عددا من مجهولين، في قرية "الجوبة" على طريق سراة عبيدة - الجوة، كما نتج عن الحادث مصرع 9 مجهولين. وأوضح المتحدث الرسمي للهلال الأحمر بمنطقة عسير أحمد إبراهيم في تصريح صحفي أمس، أن عمليات الهلال الأحمر تلقت فجر أمس، بلاغاً بوقوع حادث تصادم في قرية "الجوبة" على طريق سراة عبيدة- الجوة، وعلى الفور تم توجيه 4 فرق إسعافية من الهلال الأحمر، كما تم توجيه 4 فرق من الصحة والدفاع المدني لموقع الحادث. وقال إنه بالوصول للموقع تبين أنه وقع اصطدام بين سيارة ميكروباص تقل 9 معلمات وسيارة "شاص" كانت تقل مجهولين من البشرة السوداء، ونتج عن الحادث وفاة معلمتين و9 من المجهولين، وأصيب قائد الميكروباص و7 معلمات 4 منهن إصابتهن بليغة، كما أصيب قائد الشاص ومجهولين، وتم نقل جميع المصابين لمستشفى سراة عبيده العام. من جهته، أشار الناطق الإعلامي بصحة عسير سعيد النقير، إلى إعلان حالة الطوارئ في مستشفى سراة عبيدة فجر أمس إثر الحادث، وتم استدعاء كافة الأطباء والتمريض والفنيين، ونتج عن الحادث وفاة معلمتين بالإضافة إلى 9 حالات من مجهولي الهوية منهم حالة توفيت داخل العناية المركزة بالمستشفى، كما أدخلت إحدى المعلمات للعمليات لإجراء استكشاف عن وجود نزيف داخلي مع احتمال وجود حمل. وأضاف، أن الحالات التسع الأخرى تعاني من إصابات مختلفة مثل الكسور والكدمات وحالتهم مستقرة وتم تنويمهم في الأقسام الداخلية مع إجراء التنسيق من قبل إدارة الطوارئ مع مستشفى عسير لنقل الحالات التي تحتاج إلى النقل. وبين النقير، أن مدير عام الشؤون الصحية بعسير المكلف عبدالله ناصر مقبل، اطمأن على المصابين، ووجه بتحريك 5 ممرضات من مستشفى الحرجة إلى مستشفى سراة عبيدة، للمساهمة في إسعاف المصابين، كما تم تحويل سائق الباص إلى المستشفى الألماني لاستكمال علاجه وتحويل إحدى المعلمات إلى مستشفى خميس مشيط العام. في المقابل، أكد المتحدث الرسمي لشرطة منطقة عسير المقدم عبدالله شعثان، أن شرطة سراة عبيدة تلقت بلاغا عن الحادث، وقد باشرت دوريات الشرطة والمرور الحادث وكلفت الجهة المعنية بنقل المصابين إلى المستشفى ونقل الجثامين، وتشير الدلائل الأولية إلى أن قائد الشاص يتحمل الخطأ بتجاوزه الخاطئ، كما أنه من ممتهني تهريب المجهولين وسبق القبض عليه في قضية تهريب وسلم لجهة الاختصاص. من جهته، نفى مدير التربية والتعليم في محافظة سراة عبيدة الدكتور هشام الوابل أن يكون لدى إدارته توجهاً لإلزام معلمي ومعلمات المناطق النائية في تهامة والشرق البعيد السكن بالقرب من المدارس. جاء ذلك عقب الحادث، وبين الوابل أن إدارته تتيح فرصة السكن للمعلمات في أجزاء محددة من المدارس النائية خصوصاً في تهامة وضرب مثلاً بمدرستي "الثافرة" و"سريان" حيث تسكن تلك المدرستان معلماتهن، ويباشرن مهام عملهن عن قرب، ولايعدن إلى منازلهن إلا في إجازة نهاية الأسبوع. وناشد الوابل المعلمين والمعلمات في المدارس النائية السكن بالقرب من المدارس التي يعملن بها، مؤكدا أن إدارته على تواصل مع الوزارة بخصوص الحادث، وأن مساعدته لشؤون البنات ومساعده متواجدين في المستشفى في حين أنه تزامن وجوده على الطريق في زيارة لتهامة مع وقوع الحادث فجر أمس. وذكرت بعض المصادر أن إحدى المعلمات المتوفيات حامل في شهرها السابع،وأن المعلمة فايزة الغامدي تخلفت عن الركب، ومكثت في منزلها لظروفها الصحية، ونجت من الحادث. الوفيات والمصابون منى قماش - أم لطفلين أكبرهما في الصف الأول الابتدائي وأصغرهما 4 سنوات صنعاء تركي الشهري - حامل في شهرها السابع. المصابون محمد عبد الرحمن القحطاني "سائق المعلمات" دلال هادي غلباء الحويزي ريم الشهري أسماء الغامدي نوال الزهراني صالحة عسيري أمير عسير يعزي ويطمئن على المصابات نقل أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، تعازيه ومواساته إلى أهالي وذوي المعلمتين اللتين لقيتا مصرعهما في حادث السيرأمس، داعيا الله أن يسكنهما فسيح جناته وأن يلهم أهلما وذويهما الصبر والسلوان. وكان الأمير فيصل بن خالد قد تابع تداعيات الحادث منذ اللحظات الأولى لوقوعه، ووجه أمير عسير مدير الشؤون الصحية في المنطقة ومدير شرطة المنطقة ومدير إدارة التربية والتعليم والأجهزة المعنية بالمنطقة كافة بتقديم المساعدات كافة والرعاية الصحية للمصابين في الحادث، ومتابعة حالة المصابات وطمأنته على أوضاعهم الصحيّة. وأكد أمير عسير، على عظم الخطأ المرتكب في حقّ هذه الأرواح البريئة، من قبل هذا السائق الذي قام بتهريب عدد من المجهولين، مشيرا إلى أن القيام بنقل مجهولي الهوية من المخالفات النظامية التي تستدعي العقوبة والردع. وقال إن هذا المهرب سيلقى عقوبته في الدنيا وفي الآخرة وستطبق بحقه أقصى العقوبات نظير خيانته لوطنه وإضراره بأبنائه. "القدر" يسبق حركة النقل و"التربية" تلتزم الصمت "القدر" لا يعرف "التأجيل" للمعلمتين منى قماش وصنعاء تركي الشهري، اللتين راحتا ضحية حادث سراة عبيدة أمس، وكلتاهما انتظرتا عدة أشهر "الفرج" أو "الفرح" بنقلهما إلى جوار أسرتيهما وأطفالهما، لكن "القدر" أعلنته وزارتهما قبل نهاية الفصل الدراسي الأول بأن إعلان نتيجة الحركة يأتي نهاية الشهر الجاري. المعلمتان بدأتا وزميلاتهما الأخريات أسبوعهن الأول من الفصل الجاري يحملن يوميا في طريق سفرهن إلى مدارسهن "حقائب الكتب" و"الأقلام" ويحسبن على أصابعهن يوميا انقضاء يوم من قائمة الأيام التي تسبق موعد إعلان حركتهن الخارجية، ولكن "القدر" لم يمهل "منى" و"صنعاء" أن تحتفلا بخبر "النقل"، وبقي على زميلاتهما أن يكملن حساب المتبقي من الأيام خلال ال"12" يوما المقبلة. سوف تكون هناك نتائج نفسية "سلبية" على معنويات المعلمات زميلات الضحيتين بالمدرسة والمدارس المجاورة واللاتي شاهدن الحادث صباح أمس، فبعد أن كن يسلين أنفسهن ب"التفاؤل" بتحقيق حلمهن بالنقل لكي تنقضي الأيام المتبقية من العام الدراسي، سوف يعشن أيامهن المقبلة يحملن "الهم" و"الخوف" من عواقب الطريق. في ذات السياق، التزمت وزارة التربية والتعليم الصمت على موقعها الرسمي على شبكة "الإنترنت" أو إصدار بيان صحفي رسمي حول حادث المعلمات المؤلم أمس ب"سراة عبيدة" حيث لم ترصد "الوطن" أي بيان رسمي ل"التربية" حتى مساء أمس. يذكر أن وزارة التربية والتعليم حددت نهاية الفصل الدراسي الأول موعدا لإعلان نتيجة الحركة الخارجية ل116 ألف معلم ومعلمة هذا العام، ثم رأت "التأجيل" للحركة حتى نهاية الشهر الجاري لاعتبارات تراها تصب في صالح طالبي النقل من المعلمين والمعلمات. سيارة المعلمات عقب الحادث المركبة التي كانت تقل المجهولين مسعفون يحاولون إنعاش بعض الحالات