المنشقون يعدمون الشبيحة في حلب.. ويسعون للسيطرة على مقار المخابرات اعتبر الجيش السوري الحر في الداخل أمس الأربعاء أن فكرة تشكيل حكومة انتقالية من فصيل معارض «ولدت ميتة»، مؤكداً أن «مجلس الأمناء الثوري السوري» الذي أعلن في القاهرة وكلف هيثم المالح تشكيل مثل هذه الحكومة «لم يجر أي اتصال مع الجيش الحر». وقال الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين أن فكرة «تشكيل حكومة انتقالية ولدت ميتة، كونها صدرت عن فصيل واحد لا يمثل أطياف المعارضة ولا يلبي مطالب الشعب». وأضاف «لم يتم التشاور معنا في هذا الموضوع»، معتبراً أن تفرد «مجموعة محددة في تكليف شخص معين بتشكيل حكومة هو تصرف غير مسؤول». وقال قاسم إن أي حكومة انتقالية «يجب أن تضم أطراف المعارضة الداخلية والخارجية والمجلس الوطني والحراك الثوري وكل المجموعات على الارض»، مؤكداً أن «أي حكومة لن تبصر النور إذا لم تلب مطالب الثورة». من جهة اخرى, أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أمس الأربعاء أن الجيش اللبناني سيمنع تحويل البلاد إلى ممر للسلاح والمسلحين إلى سوريا»»، داعيا إلى حياد لبنان عن سياسة المحاور. وقال سليمان، في كلمة ألقاها خلال حفل تخريج دفعة من الضباط بمناسبة العيد رقم 67 للجيش اللبناني، إن «الجيش سيمنع تحويل لبنان إلى ممر للسلاح أو المسلحين إلى سورية «. وأضاف سليمان» نعم لحياد لبنان عن سياسة المحاور، لا لتحييد لبنان عن محيطه وقضايا العرب المحقة وخصوصا القضية الفلسطينية»، رافضاً أي شكل من أشكال التوطين. وأوضح سليمان أن «الجيش يواصل التزامه في الجنوب مع قوات يونيفيل بالتصدي لخروقات العدو الإسرائيلي وحماية الحدود ورعاية النازحين من سوريا وسيواظب على محاربة الإرهاب ومؤازرة الأجهزة الأمنية في السهر على الأمن». وقرب الحدود السورية, أجرى الجيش التركي تدريبات بالدبابات قرب الحدود مع سوريا أمس في خطوة تبرز قلق أنقرة من الوضع الأمني على الحدود مع اتساع نطاق الصراع على الجانب الآخر من حدودها الجنوبية, حسبما ذكر مسؤولون أتراك. وأجريت التدريبات بعد سلسلة من عمليات نشر للجيش التركي في المنطقة بسبب تصاعد العنف في سوريا. وليس هناك مؤشر على أن القوات التركية ستعبر الحدود. وقالت وكالة الأناضول للأنباء إن نحو 25 دبابة شاركت في التدريبات في منطقة نصيبين في إقليم ماردين على بعد كيلومترين فقط من الحدود السورية ونقلت عن حاكم ماردين قوله إن التدريبات ستستمر عدة أيام. وعلى الصعيد الميداني, أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 64 شخصاً أمس الأربعاء في أحداث العنف التي تشهدها سورية. وشهدت محافظات حلب ودمشق وريف دمشق ودرعا واللاذقية ودير الزور وأدلب وحمص عمليات قصف واشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمنشقين. واستخدم الجيش السوري الطيران الحربي في قصف مدينة حلب بحسب ما أفادت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا. وأكدت سوسن غوشة في رد على أسئلة عبر الإنترنت أن وفداً من المراقبين في حلب «شاهدوا طائرة حربية تقصف» المدينة. وأوضحت لقطات تظهر فيما يبدو إعدام أربعة رجال موالين للرئيس السوري بشار الأسد وكومة من جثث الشبيحة الموالين للحكومة في مركز للشرطة أن مقاتلي المعارضة يستخدمون الأساليب ذاتها التي جرى التنديد بقوات الرئيس السوري لاستخدامها. ويظهر تسجيل فيديو على موقع يوتيوب على الإنترنت أربعة من أفراد الشبيحة يجري اقتيادهم إلى ساحة مزدحمة قبل إطلاق وابل طويل من النيران مع سماع تكبيرات. ونفذ الإعدام فيما يبدو في فناء مدرسة بمكان غير معلوم بحلب. ووقع في الوقت الذي كانت تهاجم فيه قوات الأسد أحياء سكنية بنيران المدفعية ومن الجو لمحاولة إخراج مقاتلي المعارضة. ويسعى المقاتلون المعارضون إلى السيطرة على مقرات المخابرات في مدينة حلب، وذلك بعد تمكنهم من الاستيلاء على ثلاثة مراكز للشرطة، حسبما أفاد أحد قادة الجيش السوري الحر العميد عبدالناصر فرزات أمس. ووصف فرزات سيطرة عناصر الجيش الحر الثلاثاء عى ثلاثة مراكز للشرطة في باب النيرب والمنطقة الجنوبية من الصالحية وحي هنانو بأنه «نصر صغير» يرفع المعنويات. لكنه شدد على أن «الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لنا هو الاستيلاء على مقرات المخابرات»، موضحاً أنه «في حال سقوط هذه المقرات فإن النصر يصبح ممكناً».