أعلى درجة سجلت في الكويت وليبيا ولم تتجاوز 59 وصف أحد خبراء الطقس في المملكة الأخبار الأخيرة التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام حول وصول درجات الحرارة إلى 70 درجة خلال الشهرين المقبلين في بعض مناطق المملكة ب"الكلام الفاضي" وهراء التي لا يمكن أن يصدقها عقل. وقال أستاذ الأرصاد الجوية المساعد مدير وحدة العلوم الجوية في كلية الملك فيصل الجوية الدكتور ناصر سرحان ل "الوطن": لا يوجد دليل علمي على أن الحرارة ستصل إلى 70 درجة مئوية، هذا الكلام عار من الصحة وليس دقيقا، وأعتقد أن من ذكره لم يستند إلى حقيقة علمية. وأشار إلى أن أعلى درجة حرارة في العالم سجلت في دولتين فقط هما الكويت وليبيا قبل فترة بعيدة ووصلت حينها درجة الحرارة إلى 59 درجة مئوية ولمدة ساعة فقط وقت الظهيرة ولم تتكرر عقب ذلك. وأضاف الحرارة في الشهرين المقبلين سيكون متوسطها ما بين 43 و44 درجة مئوية إذ لا بد أن يكون القياس وفق معايير علمية وفي مكان مخصص لقياس درجة الحرارة، حيث إن مقياس الحرارة في السيارة يتأثر بمحرك السيارة وانعكاس الشمس على الأسفلت ويزيد أربع درجات مئوية والحال ذاته ينطبق على معايير قياس درجات الحرارة المئوية في الميادين العامة التي تتأثر بعوادم السيارات والمباني وانعكاس الشمس لذا تزيد بنسبة أربع درجات مئوية أيضاً. وأوضح الدكتور سرحان أن قياس درجة الحرارة المئوية يجب أن يكون في الظل لقياس الهواء وهذا هو الأسلوب العلمي، ولكن البعض يبالغون في إصدار توقعات غير صحيحة تؤثر على الرأي العام، كمن يقول إن درجة الحرارة ستصل إلى 70 درجة مئوية، مشيرا إلى أن درجة حرارة الهواء تقاس في الظل وذلك لتقدير وقياس تناقل الحرارة بين الجزيئات والغازات المكونة للهواء، إذ يجب تعريض الجزء الحساس من جهاز القياس للهواء مع ضمان عدم تعرضه لتأثيرات جانبية قد تزيد من القراءة أو تنقص منها، فتعرض الجهاز للشمس مباشرة يزيد من القراءة ولا يحقق الهدف بينما توجد أجهزة حساسة خاصة لقياس شدة الإشعاع الشمسي لذلك يجب التفريق بين قياس درجة حرارة الهواء وبين تقدير شدة الإشعاع الشمسي وهناك مفارقات تنشأ لدى الشخص بهذا الخصوص فيشعر بأن درجات الحرارة أكبر بكثير من المعلنة من الجهات المختصة. وعاد الخبير والأكاديمي في علم الطقس للحديث عن مقياس السيارة وقال: مقاييس درجات الحرارة في السيارات لا تظهر الأرقام الحقيقية لحرارة الجو إذ إنها تتأثر بحرارة محرك السيارة نفسها لذلك تزيد من 3 إلى 5 درجات إضافية على درجة حرارة الجو الطبيعية فضلا عن تأثر المقياس بالحرارة الناتجة عن احتكاك إطارات السيارة بالأسفلت، مؤكداً أن تلك المقاييس دقيقة جداً وتلتقط جزيئات الهواء والغازات المنبعثة سواء من محركات السيارات أو الجو العام للطرق المزدحمة. واستطرد: تقع المملكة في منطقة معقدة جغرافياً وفيها تفاوت مبني على التوزيع الطبوجرافي مما يسبب تفاوتا في درجات الحرارة بين منطقة وأخرى موضحاً أن فصل الصيف يبدأ فيزيائياً في 21 يونيو في السعودية مع تعامد الشمس على مدار السرطان الذي يمر بوسط البلاد وترتفع درجات الحرارة بوجه عام على جميع المناطق وتكون متفاوتة بين المدن الساحلية والجبلية وتلك التي تقع بالقرب أو في وسط الصحارى وتسجل عادة أعلى درجات لحرارة الهواء خلال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس حيث يكون تأثير الرياح المحلية على درجات الحرارة واضحا خلال هذه الأشهر وتكون حول المتوسط في شهر سبتمبر، وقد تزيد عن المتوسط عند حدوث موجات الحر التي يزيد تأثيرها بفعل العوامل الطبيعية والبيئية لافتاً إلى أن متوسط درجات الحرارة لأشهر الصيف "يونيو ويوليو وأغسطس" بالإضافة إلى سبتمبر يبدأ من 40 إلى 43 درجة مئوية. واعتبر سرحان أن موجات الحر من الظواهر المتعلقة بدرجات الحرارة، ويعتمد تعريفها على مدى شدتها من حيث درجات الحرارة والفترة الزمنية.