اختتمت لجنة حكومية جهودها لإغاثة 450 من الأسر المحتجزة منذ نحو أسبوعين في تهامة قحطان. ونقلت طائرة الأمن أمس عبر ثلاث رحلات متتالية مواد تموينية عاجلة مقدمة من وزارة المالية ل150 أسرة متضررة في بعض قرى وادي "شيبة". ورصدت عدسة "الوطن" حجم الضرر الذي لحق بالممتلكات من غرف الصفيح والخيام التي يقطنها الأهالي هناك، فلا وجود للطرق، وعلى من يملك سيارة دفع رباعي، ويسكن في تلك القرى أو خارجها أن ينتظر حتى يتم نزوح السيول المحلية والمنقولة، ليتم التنقل بينها وبين أقرب مركز "وادي الحيا"، ومنها غربا إلى عمود في جازان أو الفرشة في سراة عبيدة. وهبطت الطائرة في إحدى قرى "شيبة"، حيث توافد مسنون وشباب وأطفال ليحمل كل منهم ما يستطيع حمله. وتم تجميع المواد الإغاثية في سيارة دفع رباعي، ووزع مندوبا المالية مفرح عسيري، والدفاع المدني المقدم عبدالسلام محمد المواد الإغاثية على المحتاجين بموجب بطاقات العائلة، وبعد أخذ توقيع كل منهم على استلام حصته. إلى ذلك، قدم مدير طب الطوارئ في صحة عسير يحيى آل مفرح يساعده الدكتور أحمد صبحي خدمات علاجية ل58 محتاجا في وادي شيبة. "الوطن" تجولت في مدرسة أبو سعيد الخدري وهي في مبنى مستأجر، شبه متهالك، مشيد بالبلك ومسقوف بالصفيح الذي لا يقي حر الشمس ولا يحمي من برودة الشتاء. المواطن محمد الحسني قال: منذ أسبوعين ونحن مقطوعون عن العالم الخارجي، فلا وسائل اتصالات، ولا كهرباء عدا المدرسة فقط. أما نحن ففوانيس "الكاز" هي وقود الإضاءة ليلا. أما يحيى بهزان فقال: لدي شبك أتخذ منه منزلا، وعند المطر الأخير الذي صاحبته رياح شديدة، اقتلعت الغطاء وأصبحنا نفترش الأرض ونلتحف السماء. وعن سر بقائهم على قيد الحياة خلال أسبوعين، قال يحيى سليمان: الله وحده هو المنقذ، ولدينا تكاتف وتكافل اجتماعي ومواثيق تحتم أن يساعد كل منا الآخر حتى نحيا جميعا، وكان البعض يزود الآخر بالدقيق والسمن، فإن تعذر ذبحنا من الغنم ونشرب مرقتها ونأكل لحمها.