امتنعت إدارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة جازان عن إيواء الطفل (رائد عبدالملك) أو إدخاله بدار الحنان لرعاية الأيتام التابع لها, وتشير التفاصيل أن الطفل رائد ذات السنة والأربعة أشهر لم يدر في ذهنه أن يعيش مشرداً بلا أب ولا أم يقومان برعايته بعد أن حملت به خادمة من الجنسية الإندونيسية سفاحاً وولدته بمستشفى بيش العام ولم يعرف من هو والده,الطفل رائد ولد بتاريخ 6/12/1430ه ولا زال منذ ذلك الحين وإلى هذه اللحظة يتنقل بين أقسام المستشفى لا يجد مأوى يأويه بعد أن تم ترحيل أمه الإندونيسية عن طريق شرطة بيش و سجون جازان وإدارة الترحيل دون مرافقته لها ووقوف النظام حائلاً أمام دخوله لدار الأيتام التابع للشؤون الاجتماعية بعد أن رفضوا استلامه بحجة أن النظام ينص على أن يرحل الطفل مع أمه .. ولكن من يعيد أمه من دولة إندونيسيا أو يرحله إليها!! "الرياض" قامت بزيارة الطفل رائد بالمستشفى فوجدت فيه الطفل المأساة فقد كل شيء جميل يحظى به طفل في عمره من أم رحيمة حنونة أو أب عطوف مما ولد لديه ردود فعل سلبية فهو يخاف من كل شيء حوله حتى الأطفال ينعزل عنهم ويهرب منهم ، لا تدري هل تتحدث معه بكلمات عربية أم فلبينية أم هندية فهو في الصباح يتواجد مع إحدى الممرضات الفلبينيات العاملات بالمستشفى وفي المساء مع إحدى الممرضات الهنديات وفي السهر مع إحدى الممرضات السعوديات,يتجول في أرجاء المستشفى هنا وهناك تحيط به الأخطار والأمراض المعدية من كل جانب فتارة يمسك بقنينة دواء يريد شربها وبصعوبة يحمونه من وخز إبرة ملوثة يحملها ، والمستشفى ليس بيئة مناسبة له فالممرضة مهما حاولت رعايته إلا أن لديها أعمالاً أخرى تقوم بها وليس من مهامها العناية بطفل يحتاج إلى أم أو مربية تكون بجانبه. مدير إدارة الإعلام الصحي والناطق الإعلامي بصحة جازان أوضح أن قسم الطوارئ بمستشفى بيش العام استقبل الخادمة الإندونيسية بعد فحصها تبين أن لديها حالة ولادة وتم إبلاغ شرطة بيش والتي بدورها حررت خطابا للمستشفى تم على إثره توليدها بتاريخ 6/12/1430ه وبعد أن ولدت طفلها وجهت الشرطة في خطابها لإدارة المستشفى بمتابعة حالة طفلها ولا مانع من وضعه في حضانة المستشفى حتى يتم الانتهاء من التحقيقات اللازمة في قضية أمه التي حملت به سفاحاً , مشيراً بأن الشرطة أخذت أم الطفل في اليوم الثاني من ولادتها ولم تعد إليه إطلاقاً إلى هذه اللحظة , وأكد القبي بأن مسؤولي مستشفى بيش العام وخصوصا الأطباء يشددون على عدم بقاء هذا الطفل في المستشفى وذلك لخطورة الأمر عليه وإدارة المستشفى في حيرة من أمرها, مشيراً بأن المسؤولين في الشؤون الاجتماعية بجازان رفضوا استلامه رغم عدة مخاطبات بحجة أن النظام ينص على وجوب سفر الطفل مع أمه التي حملت به,مضيفاً أن أم الطفل رائد تم ترحيلها إلى إندونيسيا دون إشعار المستشفى فكيف يتم التوصل إليها,وأشار القبي أن هناك الكثير من الأسر تقدمت لإدارة المستشفى راغبة في حضانة الطفل لديهم إلا أن المستشفى ليس بمقدوره تسليمه لهم فليس ذلك من اختصاصه. من جهة أخرى استنكر رئيس جمعية حقوق الإنسان بجازان الدكتور أحمد البهكلي ما حدث للطفل رائد ,مضيفاً بأن ترحيل الأم الأجنبية التي تلد بطريقة غير شرعية من دون طفلها إلى بلدها تعتبر مخالفة لنظام وزارة الداخلية ,مؤكداً بأنه سيتم متابعة حالة الطفل مع الجهات ذات العلاقة . وأكد مدير الشؤون الاجتماعية بجازان سالم باصهي أن حالة الطفل رائد ليست الأولى من نوعها تمر على إدارته بل هناك العديد من الحالات المشابهة ,مشيراً بأن هذه الظاهرة (ترحيل الأم دون طفلها الذي حملت به) لو تم التعامل مع كل حالة أجنبية يترك مولودها وترحل لشكل ذلك عبئاً على المدى البعيد بعكس الطفل اللقطة ومثل هذه الحالات لا تعتبر لقطة بل معلوم الأب أو الأم ,مؤكداً بأن الدولة نظمت هذه الظاهرة وأصدرت نظاماً وأوامر سامية ملزومين بتنفيذها نصت على أنه يجب ترحيل الطفل المولود مع أمه إلى بلدها . كما أوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة جازان النقيب عبدالله القرني أن شرطة محافظة بيش قامت بتسليم أم الطفل رائد من الجنسية الإندونيسية لسجون جازان بعد أن حملت به سفاحاً وتم التحقيق معها والتي بدورها قامت بتسليمها لإدارة الترحيل وتسفيرها لبلدها ,مشيراً بأن شرطة بيش عملت ذلك بحسب التعليمات السابقة التي تنص على أنه ليس من الضروري ترحيل المولود غير الشرعي مع أمه إلى بلدها ويتم إيواء المولود في دور الملاحظة الاجتماعية,مشيراً بأن نظام وجوب ترحيل المولود غير الشرعي مع أمه إلى بلدها صدر قريباً بعد أن تم ترحيلها.