في أقصى الجنوب بمنطقة جازان وبالتحديد في جبل خاشر التابع لقبائل آل خالد بني مالك محافظة الداير تقع قرية ( حصيبة ) اﻷثرية القديمة تلك القرية التي لم يتناولها دراسة ولم يشملها بحث علمي حتى اﻵن. وتتميز هذه القرية بطراز معماري فريد في عمارتها فهي وإن كانت قد بنيت من اﻷحجار الصلبة الكبيرة إلا أنها تنفرد بمميزات عن غيرها من القرى اﻷثرية في بني مالك وذلك من حيث الشكل الغريب والعجيب فهي بشكلها هذا أقرب ماتكون قلعة أو حصنا مشيدا على إرتفاع (9) طوابق على شكل مربع يحيط بها مجموعة من اﻷبنية الدائرية والمربعة والمستطيلة ويطلق إسم قرية (حصيبة) على تلك القرية التي تتوسط هذه القرى وهي أرفع قرية بإرتفاع شاهق وبها العديد من النقوش اﻷثرية القديمة غير المعروفة وبها العديد من الرسومات لبعض الحيوانات ومنها جمل مرسوم في أسفل القرية ورسمة لحيوان الوعل في منتصف القرية ثم رسمة أخرى لفارس يتقلد سيف ثم رسومات لبعض الحيوانات اﻷخرى غير المعروفة إضافة إلى سيوف وخناجر وثعابين في أعلى القرية وجميعها مرسومة على مادة النورة التي كانت تستخدم قديما لزخرفة المنازل ويوجد في الجدار المقابل نوافذ صغيرة في كل دور نافذة واحدة ولها درج صغير من الداخل من اﻷسفل إلى اﻷعلى صعبا جدا السير فوق ذلك الدرج، وتخلو القرية من أي نقوش أو كتابات تدل على تاريخ بنائها بل إنه لا يوجد في المنطقة من يعرف تاريخها بالتحديد بما في ذلك الساكنون بجوارها والمنتفعون بمرافقها. وقرية حصيبة اﻷثرية بشكلها الحالي طراز معماري فريد في عمارة المنطقة وقد إتخذت كما يبدو كنقطة مراقبة لمجموعة القرى المجاورة وهي مطلة على الجبال واﻷودية المحيطة بها. صحيفة الداير قامت بزيارة إلى قرية (حصيبة) اﻷثرية وإلتقطت بعض الصور للقرية ولبعض الرسومات والنقوش وإلتقت مع صاحب القرية وهو العم يحي جبران الخالدي المالكي وهو يسكن في نفس القرية العملاقة وقد قمنا معه بجولة على القرية وأطلعنا على متحف تابع للقرية يحتوي على العديد من القطع اﻷثرية النادرة مثل الدروع التي كانت تلبس قديما مصنوعة من الحديد القوي يتم لبسها أثناء القتال لتحمي الصدر والسرة والفخذين وكذلك أسلحة قديمة جدا وأوان منزلية متنوعة كلها جلود لحيوانات مفترسة وأداوت الحلي التي كانت تلبسها النساء في العصور القديمة وفي أحد الغرف الكبيرة من القرية توجد خزنة كبيرة من الحرير الثقيل القوي وخزنة أخرى من الخشب يقول أنها تستخدم للملابس والحلي وبسؤاله عن تاريخ القرية قال : هذه القرية قديمة جدا ومن الصعب أن تجد من يرشدك إلى تاريخها الحقيقي وأنا ورثتها عن والدي وأجدادي الذين لايعرفون عن تاريخها أيضا ومازلنا نسكن هذه القرية ونستخدمها لخزن الحبوب في بعض اﻷحيان ومازال بناؤها جيدا وأخشابها جيدة ﻷن بعض آثارها القديمة مثل النقوش والرسومات التي فوق جدرانها أصبحت مهددة بالزوال نتيجة اﻷمطار والرياح وعوامل الطبيعة إضافة إلى بعض العابثين من السكان المجاورين لذلك أملنا كبير في قسم اﻵثار لترميم ماسقط من هذه النقوش وان يقوموا بدراسة كاملة عن تاريخها الحقيقي. ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)