يزخر مركز الحرجة "120 كلم جنوب أبها" بمواقع أثرية ذات قيمة تاريخية وعلمية، يرجع تاريخ جلها إلى عصور ما قبل الإسلام، وبعضها يعود إلى صدر الإسلام والبعض الآخر وجد خلال العصور الإسلامية المتعاقبة والمتتالية، والتي تدل بما لا يدع مجالا للشك أن لها ماضيا مجيدا. ولعل أكثر المواقع الأثرية اللافتة للنظر هي قلاع الحرجة وحصونها التي ما زالت آثارها موجودة حتى اليوم.. يميزها طابعها المعماري الفريد والطرز الهندسية الأخاذة وقوة مبانيها المشيدة من خامات البيئة. وهذا بلا شك يعكس الوجه الحضاري لهذا المركز التاريخي. ومن أهم هذه الآثار: قلعة القاهرة الواقعة في مركز الحرجة على ضفة وادي خيسر، وتنسب إلى بني رس الذين احتلوا البلدة. وقد دمرت هذه القرية في منتصف القرن السابع عشر. ويحيط بالقلعة سور يرتفع إلى ستة أمتار ويوجد داخله حجرات ومقبرة كبيرة. وقلعة البصرة وتقع شرق قلعة القاهرة على بعد كلم. وهي أصغر منها وتحوي بعض الحجرات المتهدمة ومقبرة صغيرة. ونصب آل سلمان ويقع بالقرب من قرية آل جحيش ويوجد عليه رسم لرجل وامرأة يعرفان عند الأهالي بسلمان وعلياء. ونصب آل أحمد الذي يقع في قرية آل حيان ويحوي مجموعة من الرسومات مثل الخيول والسيوف والرماح والخيالة وبعض الكلمات والخطوط المبهمة التي لا يعرف لها تاريخ محدد، وكذلك موقع أثري يعرف بالمجمع بمركز الفيض شرق الحرجة ويوجد به رسومات ونقوش وكتابات باللغة العربية غير المنقوطة. ومن أشهر آثار الحرجة مسجدها الأثري الواقع وسط قرية الحرجة القديمة، ولم يبق منه إلا الجدار الجنوبي، أما بقية الأجزاء الباقية منه فمهدمة، وهو مبني من الطوب الأحمر المحروق ومغطى بالقظاظ، ويوجد على جداره الجنوبي زخارف إسلامية قديمة، وكتب على جانبي المدخل الشهادتان بخط ديواني رائع، ويوجد بالقرب من المسجد بئر قديمة لخدمة المسجد، بالإضافة إلى ذلك كله فموقع الحرجة الإستراتيجي جعل منها مركزا تجاريا مهما ومحطة للقوافل منذ قديم الزمن، خاصة أنها تأتي بعد ظهران الجنوب كمحطة للحجاج والتجار القادمين من اليمن. ويقام بالحرجة سوق مشهور وقديم يعرف بسوق الاثنين، وهو ما زال محتفظا بشهرته وقوته الشرائية وتوجد به مختلف السلع التجارية.