الحمدلله الذي قال (وكفى بربك هاديا ونصيرا ) والقائل (والله يحكم لامعقب لحكمه) والصلاة والسلام على من قالتركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي). أما بعد: مدخل: فقلد حاولت أن أكتب عن هذا الموضوع مراراً عدة ! بل منذ تدشين الزاوية ولكن ماجعلني أتريث هو طمعاً في وضوح صورة الطريق أمام السالكين ورسوخ الفكرة في نفوس الجيل انقيادا لهذا الدين ولوحي رب العالمين , ومحاولة التحرر من خنع التحاكم إلى غير دين الله التي ترسخت منذ القدم في عقول الأجيال كابراً عن كابر ولم يكن ذلك إلا من باب قوله تعالى( بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون ) . أيها الفضلاء: وبعد السلام تحية أهل الاسلام المباركة من الله على عباده المؤمنين . نعلم جميعاً بما يسمى في عرفنا الأحكام القبلية والعرفية والعادات والسلوم وغيرها مما ليس له علاقة بالصلح الذي قال الله عنه الله عز وجلوالصلح خير ) و إلتى سمعنا عنها أمور فيها ما هو مشكلٌ وأخر لم ينزل به الله من سلطان يُجبر عليه الناس و يحملو عليها دون وجه حق ناهيكم عن ما يتضمن بعض من تلك الأحكام في السابق من أستعانة بالجن كما يسمى (البشعة) أو غيرها من الأمور التى لا يوجد لها تفسير يمكن أن تخرج مخرج الصلح والجواز , وكأني بهذا يتجسد في قوله تعالى: )أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُون(. إننا ومع ما أنعم الله به علينا من سهولة الطلب وانتشار العلم الذي أشرق نوره على كل البسيطة .. وكان للعلماء والدعاة بعد الله الفضل في انتشال الناس من عبادة القبور والأضرحة و الإستعانة بغير الله والإستسقاء بأمور لم ترد في كتاب أو سنه العامل الكبير في رفع الجهل عن الناس وهم أي(العلماء) المرجعية في الإقتداء والتحليل والتحريم لما أشكل على العوام والناس جميعاً .ولا سيما أنهم من يحيل الناس في حق التحاكم والتخاصم إلى كتاب الله عز وجل كما قال: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا). ولذا فإنني من هذا المنبر أبرأ ذمتي في أيصال هذه الرسالة لكل شيخ أو رعيه عدل في طلبه للحكم عما يجده في شرع الله والذي أخشى عليه أن يدخل ضمن قوله تعالى: (يريدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا). وكما قد بين ذلك العلماء الكبار في اللجنة الدائمة للإفتاء وكان ردهم على سؤال حكم التحاكم إلى الأعراف القبلية عند المشايخ بقولهم: ج: يجب التحاكم إلى شرع الله في كل شيء، قال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).وقوله تعالى فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) وقولة سبحانه (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُون ). ولا يجوز التحاكم إلى عوائد القبائل ونحوها؛ لأن هذا من التحاكم لغير ما أنزل الله، بل يجب عليكم التحاكم عند قضاة المحاكم الشرعية. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عضو عضو عضو نائب الرئيس الرئيس بكر أبو زيد صالح الفوزان عبد الله بن غديان عبد العزيز آل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز كانت وقفة !القلم في ضيافة الشيخ والرعية والسلام ختام ...