كلما أذهب لمطعم أو مطبخ - أي كان وفي أي منطقة كانت - إلا وأتذكر ما ينشر عبر صحفنا الورقية والإلكترونية لدرجة إنني أحيانا أعود من حيث أتيت لأبحث عن طعام في منزلي. ولكن أحيانا قد نضطر إلى التغيير حتى في تناول الطعام ، فنخصص أحد أيام الأسبوع - للعذا أو العشاء ليكون خارج المنزل. مطاعمنا أحبتي في الله في أغلبها ليست نظيفة والقائمين عليها مشكوك في أمرهم وفي معتقدهم، فهم عمالة وافدة لا ندري عن مدى أمانتهم فيما أوكل إليهم ونظافتهم، وهمهم الأول والأخير جمع النقود. فكم سمعنا وكم قرأنا وكم شاهدنا ما تعف له النفوس من الأكل في معظم مطاعمنا. وعلى الرغم من كل هذا فستجد تلك المطاعم مكتظة بزوارها ومرتاديها تصل أحيانا لدرجة شحذ الطباخين في تلبية الطلبات بعيدا عن الزحمة، وكأننا لا نطبخ في بيوتنا أو أننا لا نحسن إعداد وجبة بسيطة. أتذكر تلك البوفية التي كان يدخن فيها أحد العاملين ثم يغرف بيده الشكشوكة ليضعها في الساندوتش وأسأله لماذا لا تستخدم الملعقة أو على الأقل قفاز اليدين، فيتضجر ثم يتحول النقاش إلى سب وشتم. أو تلك البوفية التي يُعَد فيها جميع الأصناف منذ الصباح الباكر وتبقى في صحونها لساعات طويلة ومن ثم تقدم للزبائن. أو تلك البوفية التي تشاهد فيها الطباخ وهو يمسح جبته بإحدى يديه من شدة العرق ثم يستخدمها في إعداد وجبة ولا يهمه مشاهدتك له أو يخشى خروجك من المطعم دون طلبية، أو تلك المطابخ التي تعد وجبة الفطور من الكبدة أو لحم المقلقل مدعين أنها بلدي وهي كبدة أو لحوم مستوردة من استراليا أو غيرها. أتذكر عنما ذهبت لأحد مطابخ المندي لشراء ذبيحة - لحم نئ - لأحد ضيوفي فلم أجد، فأخذوني لشبك ذبائحهم فهالني مظهرها، فهي هزيلة ضعيفة جدا ومظهرها مفزع وكأنها لم تأكل منذ أشهر ، فسألتهم هل نحن نأكل من هذه؟!!!! فأجابوني بنعم، فخرجت لأقرب مجلبة أغنام بدلا من لحوم المنادي والمطابخ التي لا يعرف مصدرها ونوعها أو أنها هزيلة وضعيفة وقد تكون مريضة. أخواني، أخواتي، هذا الموضوع ليس تهكما بنعم الله أو تشهيرا بأحد، ولكننا نعاني من مشاكل كثيرة في مطاعمنا وجودة مأكولاتها المتنوعة. نحن لا نستغني عنها ولكنها بحاجة إلى المراقبة والمتابعة من الجهات المسؤولة، بالتفتيش المستمر لنظافتها، وطريقة طبخهم وجودة اللحوم المقدمة بأنواعها. حفظ الله الجميع من كل مكروه.