سوريا ليست هي المحطة الأخيرة من محطات الربيع العربي بل ماهي إلا دولة من ضمن قائمة الدول التي ذهبت وستذهب خلف رياح الربيع العربي ، فالأزمة السورية اليوم باتت على آخر مراحلها أما أن يتنحى الرئيس بشار الأسد ويتم نقل السلطة إلى الشعب لسوري أو أن يرضخ ما يسمى اليوم بالجيش الحر والمعارضة السورية إلى الأمر الواقع ويصبح أعضائها لاجئين أو أن يزج بهم في سجون النظام ,لأن من يطلع على العملية السياسية في سوريا يجدها بين النظام السوري والدول ذات التأثير في المنطقة التي تحاول إنهاء الأزمة بطريقة أو أخرى. أما الجيش المزعوم بالحر ماهو إلا قلة عناصر عسكرية منشقة لا تؤثر في النظام السوري ولم تؤثر أيضا في قوته التي باتت تضرب بيد من حديد من أجل انتشال الوطن من أيدي العناصر الإرهابية التي تشكلت من جماعات إسلامية وعناصر عسكرية منشقة وقلة سياسيين هاربين . إذا الأزمة السورية لن تخرج خارج إطار الحوار وتنحي الرئيس ونقل السلطة وأما غير ذلك فهي بعيدة كل البعد عنه ، ولم يتبقى بعد معرفة نهاية الأزمة السورية إلا رسم المحطة التالية لقطار الربيع العربي وهي تكون قريبة ومحصورة داخل دولتين فقط فالأولى هي الأردن التي تشهد مظاهرات متقطعة تندد بغلاء المعيشة وتطالب بإصلاحات اقتصادية وسياسية, ولكن الأوضاع في الأردن لم تصل إلى حد الانتفاضة أو الثورة ، ويتبقى المحطة الأخرى للقطار وهي الجمهورية اللبنانية ذات السياسية النائمة والغافلة عما يحدث في المنطقة فما يحدث فيها اليوم هو نتيجة التوتر في الحدود مع الأزمة السورية والتي تفاعل معها الشعب أما مؤيد للنظام السوري أو مؤيد للمعارضة السورية والتي لم تكن في حدتها أو لم تكن حرب طائفية بالمعنى الذي يطلق عليها اليوم إلا بعد تحرك حزب الله لفرض هيمنته على الساحة وخوفا من زعزعة استقرار الحزب وسقوطه في حال سقوط النظام السوري والذي يعتبر غرفة عمليات التنفيذ لمخططات ولاية الفقيه . إذا بعد رسم ملامح الطريق لوجهة قطار الربيع العربي نجد أن الجمهورية اللبنانية هي الوجهة القادمة للربيع العربي نظرا لحدة الموقف الذي يتصاعد يوما بعد يوما والتي ستكون نتائجه خافية عن المشهد نظرا لأنها ليست ثورة شعب بل انتفاضة دولة وحزب وإما أن ينحاز الربيع لصالح الحكومة اللبنانية وتكسب الجولة القادمة وتقطع حبال الهيمنة لحزب الله ، أو أن ينحاز الربيع العربي إلى حزب الله وبذلك تكون ولاية الفقيه تمركزت وحضرت بقوة في الجمهورية اللبنانية لتستخدم هذا الحضور رجل تضرب به على دول الخليج العربي لضمان سير نظريتها في المنطقة وهذا الانحياز الأخير للربيع العربي هو الاحتمال القوي نظرا للجماهير الشعبية التي تؤيد حزب الله والهيمنة الإيرانية المتغلغلة بالطائفة الشيعية في لبنان وهذا قد لا يحصل في حال وجود حراك حكومي لبناني مكثف يستيقظ من غفلته ويعتمد على التحالفات في المنطقة على أن تكون بدايته قبل ظهور ملامح الخطوط الحمراء لنهاية الأزمة السورية .