الخاطرة ال 16 رمضان والمراقبة كم يعلمنا الصيام مراقبة الله جلا وعلا في السر والعلن وهي من أعظم العبادات وأجل الطاعات قال تعالى " إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير " وإنما يختبر العبد ايمانه إذا خلا عن أعين الناس فهو يعلم أن الله يراه ولا يخفى عليه شيء من أمره فلا يجعله سبحانه أهون الناظرين بل يطيعه سبحانه ولا يعصيه فهنيئاً لأصحاب السر الذين يتقربون إلى الله في خلواتهم بطاعات لايراها إلا ربهم جلا وعلا من قيام الليل أو صدقة تطوع أو ذكر أو فكر أو أي عمل كان من الصالحات يخفيه العبد عن العباد ويدخره ليوم العباد قال تعالى " ألم يعلم بأن الله يرى " ولقد أحسن من قال : إن كنت حين تعصي الله تعتقد أنه يراك فهو استهانة بقدره وإن كنت تعتقد أنه لايراك فهو كفر به . أنا الذي يغلق الأبواب مجتهداً على المعاصي وعين االله تنظرني * كم زلة كتبت في غفلة ذهبت كم مرة بقيت في القلب تحرمني وقال الآخر : إذا ما خلوتَ الدهر حيناً * فلا تقل خلوتُ ولكن قل عليه رقيبُ ولا تحسبن الله يغفل لحظة * ولا أن ما تُخفي عليه يغيبُ إن الصائم يجتهد إذا استنشق الماء أن لا تتسلل قطرة إلى جوفه لأنه يعلم أنه يراها من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ويراها الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، والصوم سر بين العبد والرب فأين تذهب هذه المراقبة حين تنظر الحرام وتسمع الحرام وتفعل الآثام وتنام عن الصلوات " ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون " اللهم ارزقنا مراقبتك في السر والعلن يا جواد يا كريم .