أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعياً إلى ذكر الله في كل الأوقات لأنها باعث لكل خير وحاجز عن كل شر. وقال في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام إن أيام الحج ومناسكه قد مرت كسحائب دين برقت ورعدت ثم أمطرت وأغاثت. فأمطرت بالرحمات وأغاثت بتكفير السيئات وكل هذا يثمر صلاحاً وتقى واستقامة وهدى. وأضاف أن من ذلك فضل الله على كسب الحسنات وزيادة الإيمان وصلاح الأعمال مشيراً إلى أن الأيام السالفة كانت موسماً للحجاج والمقيمين وأياماً من اعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى ففيها أعمال صالحة ومتنوعة وتقرب إلى الله وازدلاف لمرضاته. وبيَّن أمام وخطيب المسجد الحرام أن ختام الحج كختام العام وهو وقفة للمحاسبة والمراجعة كما يفعل أصحاب الأموال والتجارة ففي كل عام يراجعون ويدققون فيحاسبون ويسألون من أجل تصحيح الخطأ إن وجد واستثمار للصواب وسعي حثيث للربح وتجنب الخسارة. وقال إن المؤمن أولى بهذه المحاسبة وهذا التدقيق سيما وهو في أعقاب موسم عظيم من أيام الله المباركة لقوله تعالى (وإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله). وأشار إلى أن الذكر المراد في الآية هو الذكر باللسان بجميع أنواعه سواء المطلق العام أو الخاص بالأوقات والأحوال مؤكداً أن الذكر الذي لا يجوز نسيانه هو ذكر الله تعالى بالقلب واستحضار مراقبته الدائمة وتذكر إطلاعه وعلمه وأنه يرانا ويعلم منقلبنا وهو الرقيب الذي لا يغفل والشهيد الذي يعلم. وبيَّن الشيخ آل طالب أن المؤمن إذا استحضر ذلك وتذكر ربه في كل حال فإنه قد حاز المرتبة العالية والدرجة السامية موضحاً أن الذي يتذكر ربه دائماً فإنه ينبعث للطاعة بهمة ونشاط وفرح وسرور وإذا عرضت له الفتن والشهوات فهو أبعد الناس عن الحرمات لأنه يتذكر الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن ذكر الله ومراقبته باعث لكل خير وحاجز عن كل شر، وأشار إلى أن استدامة المراقة إنما هي ثمرة العلم الذي يؤكد بأن الله ناظر إليه وسامع قوله ومطلع على العمل في كل حين وكل حال.. موضحاً بأن كل من علم ذلك وتيقنه واستذكره واستحضره فإنه يدعوه إلى محاسبة نفسه ومسألتها والتفتيش بأحواله وأعماله وموقفه أمام الله العظيم الذي لا يغادر لا صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها، وبيَّن أن المحاسبة تتأكد بعد مواسم الطاعة وفي اعقاب انتهاء الليالي والأيام وفي ختام الشهور والأعوام. واختتم إمام وخطيب المسجد الحرام أن الله تعالى إذا انعم على العبد بنعمة التقوى والمراقبة والتعظيم والمحاسبة فإن الله أورثه اللذة والسرور وغبطة وفرحاً فيجد في ذلك سعادة في قلبه وانشراحاً في صدره وأنساً لا يدركه إلا من ذاق حلاوته لأن سرور القلب مع الله وقرة العين به لا يشبهه شيء من نعيم الدنيا وليس له نظير يقاس به بل هي حال من أحوال أهل الجنة.