حينما تقود في أحد شوارع المحافظة أو إحدى طرقاتها فجأة تسمع صوت منبه(بوري)من خلفك يكاد يفجر طبلة أذنيك ،وتكبيس أنوار يذهب عن عينيك جلاء البصر ،وإذا بجيب أو شاص يكاد من شدة التلبيق أن يكون جزءا من سيارتك ما تلبث أن تجد فسحة يسيرة في الطريق لتفسح لهذا الغاشم الطريق ،وإذا به يتعداك لا تكاد تميز نوع السيارة من شدة السرعة. وأنت نائم في أمان الله أو جالس ترتشف شايا أو قهوة أو تتجاذب أطراف الحديث مع عزيز أو حبيب.يعكر صفاء جوك صوت وهدوء وضعك صيحات عجلات لفرامل ممسوكة أو لفة شديدة الإنعطاف. مشاهدات ومسموعات أصبحت لدينا مألوفة من كثرة تكرارها إلى أن سمعت أصوات بهائم تفطر القلوب تنبعث من صندوق إحدى الشاصات في يوم الجمعة وأنا متأهب للذهاب إلى الصلاة. وقفت أبحث عن مصدر الصوت الذي هالني سماعه فعلا وأطللت من شرفة المنزل وليتني لم أفعل .فصندوق السيارة كان مليئا بالأغنام المرصوصة على بعضها المحاطة بسياج من الحبال والحديد ،تسمع صراخها ولأول مرة في حياتي أسمع كهذا الصوت يصدر من الحيوانات ،وصاحب السيارة في سرعة جنونية وعلى ما يبدو أنه يستمتع بعذاب تلك البهائم. الصورة متكررة والحديث معاد .لكن الأمر أصبح أكثر خطورة حينما يلغي المهربون حق الناس في السير بأمان على الطرقات. حينما يلغي المهربون حق الناس في الأمن على أرواحهم وسياراتهم. حينما يلغي المهربون حق الحيوانات- في الرفق- التي لا تملك لأنفسها ضرا ولا نفعا. يمكن للبشر أن يأخذوا حقوقهم ممن ظلمهم .ولكن من يأخذ حق البهائم فيما تتعرض له من تعذيب وإذلال وظلم وجور . رسالة إلى هؤلاء:لتلكم البهائم رب قادر على الانتقام ممن ظلمها.فهل أمنتم مكر الله؟أم أمنتم نقمته؟ والله تعالى حرم على نفسه الظلم وحرمه على عباده...وتذكروا أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها- ورجل دخل الجنة في كلب سقاه. وفق الله الجميع لكل خير.