منبر الجمعة ،قلعة من قلاع الدين ،منارة هدى وثقافة وتربية ،ننصت لما تبثه على مسامعنا كل جمعة تعبدا لله . نأمل أن تضيف إلى عقيدتنا وثقافتنا شيئا جديدا يفيدنا دنيا وأخرى ،فنخرج بكلا المغنمين (هذا أملنا). ومع تطور التقنية وإمكانية الحصول على المفيد والجديد ،نجد أن منابرنا لم تواكب تطور الحياة من حولها ،بل بقيت على حالها القديم .فمن خطب معادة إلى مواضيع رتيبة ،إلى تهميش الواقع المعاصر ،وكأننا نعيش في عصر والخطبة موجهة لآخرين يعيشون في عصر آخر. إضافة إلى ما سبق عدم تجديد الخطباء في عرضهم وأساليب إلقائهم ونبرات صوتهم .هم ..هم منذ عشرات السنين. موضوعات مبتورة ،ندخل في لجها وإذا بنا نفاجأ أننا أصبحنا خارجها .ارتجال من البعض يدخل بنا واد ويخرج من آخر ولا نكاد نعرف عن أي شيء يتحدث (فهو في كل واد يسير). خطب نبدأ في فهم مدخلها ولكننا نخرج من المسجد وما خرجنا من موضوع الخطبة بشيء. ننام ونتثاءب ونمل إلى درجة الضجر منتظرين فرج الله بإنهاء الخطيب خطبته. نحن بحاجة إلى خطبة جمعة نعيشها وتعيش معنا ،لا إلى خطب معلبة ومغلفة تلقى على أسماعنا وانتهى الأمر.. نحتاج إلى خطب تناقش حياتنا ،تثبت المهتدي وتهدي الضال ،تخاطب العقل والقلب ،تهز المشاعر وتنير البصائر. نحتاج إلى خطب تثقف المجتمع بما له وما عليه (الحقوق والواجبات) من منطلق الدين، تربط المجتمع بما حوله وما يهمه من أمور السياسة والاقتصاد والثقافة والتربية...الخ. إن خلاصة جهد الخطيب: يخرج الناس إما ذاكرين شاكرين ممتنين أو متذمرين ناسين غير مبالين. فيا من رفعهم الله وأعلى مكانتهم (إن مستوى أقدامكم فوق مستوى رؤوسنا)اجعلوا من خطب الجمعة أملا ينتظر ودوحة غناء تهب أطايب الثمر. وفق الله الجميع لكل خير