إن الله أمر العباد بالتعاون والتوحد ، وحذر من الإختلاف والتنازع . قال تعالى ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)) وقال تعالى ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )) كلنا ذلك الرجل المعرض للقصور والإهمال والخطأ لأن هذا طبعنا البشري ، والذي يريد أن يعمل بمفرده لن يصل إلى كل ما يتمناه لأن حاجة الناس لبعضهم محتمة في شتى المجالات الحياتية . إننا أمة واحدة ومجتمع واحد ، ومصلحتنا واحدة ،فمهما تنوعت الأهداف والأعمال والمهام فالمقصد واحد وميدان الحياة واحد . إذاّ لا بد لنا من توحيد صفنا وجمع كلمتنا ليتحقق لنا مانصبوا إليه لا بد لنا من العمل الجاد يداً بيد في شتى مجالات الحياة . قال تعالى (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ)) لن نصل إلى القوة والرقي ونحن متنازعين متشتتين أو جامدين متقاعسين متخاذلين أبداً ، إن القرآن والسنة بينتا للعباد كيف يصنعوا حياتهم وأستقرارهم وأمنهم وسعادتهم في الحياة فهل تعلمنا وعملنا أم علمنا وتركنا ؟ إذاّ نأتي إلى العمل الآن في ميدانه ونتعاون جميعاً في ما يحقق لنا المصلحة العامة لإمتنا ومجتمعنا بعد ان نرجع لكتاب ربنا وسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلمائنا الأجلاء . لا تسقني ماء الحياة بذلة *** بل أسقني بالعز ماء الحنظلِ إن العدو وإن أبدى مسالمةّ *** إذا رأى منك يوماّ فرصة وثبا .