ماجد الذي عرفت للكاتب الاستاذ جابر ملقوط المالكي الصداقة أكسير الحياة ، وقوام الألفة ، ورابطة المحبة ، تجمع القلوب ، وتوحد المشارب ، وتبرز تاجا للتقارب البشري بأجناسه وطوائفه ، ولقد أنعم الله على حالي بمعرفة نماذج أسكنتها قلبي ، وأدنيت عليها جلابيب مقلتي ، منهم بحمده تعالى الأعلام الأحياء ، ومنهم من قد قضى نحبه ، ومع جمال هذه الأيام وبل السماء لكبد الجدباء بوصل منهمر ، ومع استعراض قائمة الرسائل في جوالي لقيت رسالة لأخ حبيب غادر هذه الحياة بعد أن رسم على زهرها اسمه ، ونحت على توالي لياليها وأيامها رسمه ، وبدا لي مع لمعة كل قطرة ندى ترقرقت تحت ناعم ملمس شعاع شمس تسلل لواذا كيلا يفزع ورقة ، أو يلفت نظر قصن لاه مع برعم ناغم بلبلا شدا بأعذب المقطوعات . هذا الصديق هو المرحوم بإذن الله تعالى : ماجد عبدالله علي المالكي ، ابن الخميس الذي تشرب حب ديرته ، فعاد إليها في بداية شبابه ، يصل قريبها ، ويرسل لبعيدها قبلاته الحارة ، وأشواقه الوردية ، والتي كانت تنذر من خلال صفاء بسمته الجميلة ، ونظرته الحالمة بأن الجميع سيقول : مر من هنا ماجد ، وترك عطره وأثر شفتيه باقيان يدلان على أحد الشبان الذين حق لنا البكاء لفراقهم ، والحزن لنهايتهم ، والأمل بلقياهم في جنة الخلد ، صبر الله آله وذويه . أعتذر من الجميع فليس المقصد نكأ الجراح ، ولكنه شعور داهمني ، لم أجد أمامه إلا قلمي وأناملي وفاء لهذا الصديق الراحل عن دنيانا الفانية .