الحمد لله مديم النعم ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للأمم سيدنا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام أما بعد أسمحوا لي أيها الأخوة أن أذكر لكم ماسمعته وتأثرت به من أحد الأخوان المسلمين والذي أستشفات من حديثه عنوان هذه القصة : دعيت ذات ليله من ليالي الأجازة الصيفية العام الماضي لحضور عرس عند أحد الأصدقاء ولما دعينا لتناول العشاء دهشت لما شاهدت فقد وجدت (صفرة) لا يقل طولها عن (50م) بها مالذ وطاب من المأكولات والمشروبات بشكل إسرافي رهيب والذي زاد اندهاشي صاحب المناسبة عندما وقف وسط الحضور معتذرا لهم عن التقصير وسألت نفسي أين هذا التقصير؟! ولماذا كل هذا البذخ والإسراف الذي يكمله بهذه الأعذار ؟! التي رأيتها من وجهة نظري أمر مبالغ فيه حتى وإن كانت مثل هذه الأعذار عادة قبلية دارجة ومتداولة بين القبائل وعندما انتهينا من تناول وجبة العشاء قمنا حمدنا الله الذي أطعمنا وسقانا بدون حول منا ولا قوة ونظرت إلى (الصفرة) بعد انتهاء جميع الضيوف من العشاء كأن لم يؤخذ منها حتى الثلث علما بأن هذا نصيب الضيوف من الرجال والنساء بدون أدنى شك سوف يكون عندهم مثل هذه (الصفرة) إن لم يكن أكثر والملفت كذلك للنظر هو قيام الجميع بالاحتفال وتفعيل الفنون الشعبية المعتادة في مثل هذه المناسبات والعمال يجمعون هذا الفضل الكثير في أكياس الزبالة استعدادا لتحميله ورميه في حاويات الزبائل بشكل مشين وفي نفس اللحظة لفت نظري رجل في الخمسينات من عمره من الجنسية الصومالية وهو يمسح دموعه بطرف شماغه الممزق فتقربت منه فوجدته يبكي فسألته من آذاك ؟! هل اعتدا عليك أحد ؟ فقال لا والله . قلت أنت مريض ؟ قال أنا بخير والحمد لله . قلت : ولماذا تبكي ؟؟ فأشار إلى العمال وهم يحملون أكياس الزبالة مملوءة بالطعام استعدادا لرميه وقال: (كنا كذا) في الصومال نسرف بدون رقيب والآن لانجد لقمة العيش فالناس يموتن عندنا من الجوع :آلمني كلام ذلك الرجل وجلست أتفكر في ماذكر وهذه القصة التي دفعتني إلى كتابة هذا الموضوع وأتمنى لو نتخذ العبرة من غيرنا وكذلك أتمنى لو يكرس مشائخ العلم والمسؤلين والمثقفين جهودهم بنشر التوعية بين الناس وخاصة في الاستراحات وقصور الأفراح وكذلك لو خصصت الجمعيات الخيرية موقع لجمع بقايا أطعمة هذه المناسبات ويتولون توزيعها على الفقراء فما أكثر المحتاجين وخاصة الجاليات التي تصل عبر الحدود والذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويمسون بدون عشاء ويصبحون بدون إفطار وما هذه إلا وجهة نظر قد تصيب وقد تخطئ. وفي الختام تقبلوا تحياتي. أخوكم المعلم : سالم فرح أحمد المالكي مدارس الجانبه بجبال الحشر – بني مالك – جازان