_ لو أردنا إقناعهم بأننا شعب متماسك متمسك بدينه وأرضه وقادته فلربما لن نصل معهم إلى شيئ . _ لو حاولنا أن نثبت لهم بالحجة والبرهان بأننا شعب لا تحركه عقول سفيهة حادت في انتمائها وشطت في عقيدتها فلربما لن نصل معهم إلى نتيجة . _ كررنا وأعدنا وزدنا مرارا وتكرارا بأننا شعب لا يمكن التشكيك في تمسكه بعقيدته أو المزايدة على وحدته أو المراهنة على ضعف ولائه لقادته . _ عرف ووعى وتأكد العقلاء في العالم مما سبق تأكيده وذكره إلا أساطين الحقد والضلال في بلاد فارس وقلة عاقة من أبناء وطننا . _ كانوا يحتاجون _ كما اتضح للجميع _ إلى صفعة سعوا لها وحصلوا عليها في اليوم المحدد والأماكن المحددة . _ استطاع سعد السفيه وقادته في فارس _ من حيث لا يدرون _ استطاعوا الحصول على تلك الصفعة ونالوا ما يفترض أن يقنعهم _ إن كان هناك بقية من عقل _ بأن عقيدة ووحدة وقادة الشعب السعودي خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه فما بالك المساس به . _ فكأني بالشعب السعودي يقول : _سعيتم للفتنة ففشت بيننا الألفة . _ أردتم الفرقة فترسخت فينا الوحدة . _ أملتم ضعفنا فازددنا بعون الله قوة . _ تمنيتم لنا الشر فوهبنا الله الخير . _ ألم تعوا وتفهموا بعد يا دعاة الفتنة بأننا شعب يعي ويفهم ويدرك ما حوله من أحداث وما تدار حوله من دسائس وما تحاك ضده من مكائد ؟ _ إن كان في العقل بقية فوالله قد آن الأوان أن تعودوا إلى طريق الحق بعد تلك الصفعة التي أوصلتكم للحضيض وكتبت على جباهكم الذل إلا أن تعودوا . _ ماذا تريدون بعد ؟ وماذا تحملون في جماجمكم ؟ _فإن كان فيها بقية من عقل فالحق ظاهر بيّن واضح لا لبس فيه ولا مراء ، وأما إن كانت تلك الجماجم لا تحمل إلا الخواء والحقد فلقد وصلتم إلى الشعب الذي سيدوسها ويرمي بها محطمة في مزابل أذلاء وجهلاء التاريخ . _ شاهدت قناة العالم وتعجبت _ أيما عجب _ من غباء معدي ومخرجي تلك القناة ، فقد قسموا الشاشة إلى أربعة أقسام : قسم فيه بث من ليبيا والثاني من اليمن والثالث من البحرين والرابع من السعودية ، وكانت تلك الأقسام تبث مشاهد مظاهرات ضد الأنظمة في بلادها ، العجيب المضحك أن الأقسام الثلاثة الأولى كانت المشاهد فيها تعج بالآلاف من المتظاهرين بينما القسم المخصص للسعودية فيه مشهد لبعض الرجال يخرجون عائدين إلى بيوتهم وأعمالهم من أحد المساجد . _ فأي عاقل يشاهد ذلك البث ويتبادر إلى ذهنه أن هناك مظاهرات في السعودية مقارنة مع ما يشاهده في الدول الثلاث الأخرى !. _ أجزم تماما بأن من يشاهد ذلك البث _ ممن لا يعرف توجه وهوية تلك القناة _ سيتبادر إلى ذهنه أن ذلك البث قد تداخلت فيه المقاطع بشكل خاطئ ، إذ لا مقارنة إطلاقا بين ما يعرض في الأقسام الثلاثة مع ما يعرض في القسم المخصص للسعودية . _ لم أتمالك نفسي في النهاية فابتسمت ساخرا مرددا قول الشاعر : كناطح صخرة يوما ليوهنها فلم يَضُرْها وأوهى قرنه الوعل سعيد بن علي المالكي [email protected] محافظة الداير الأحد 8/4/1432ه