إن الشكل الطبيعي للحياة هو تطبيق النظام الحياتي كما يجب وعلى أُسس وبراهين يستطيع الإنسان فهم مايدور من حوله ولكن حينما تتحول الأمور إلى تناقضات فهذا بالطبع سيجعل العقل في حيرة مادام أن التناقض أمر واضح ويتضارب مع قدرة استيعابنا وخاصة في الأمور الفقهية والتي أصبحت أصعب من أن تكون في درجة الفهم البشري لأن بعض الأمور وخاصة ما جئنا للحديث عنه اليوم فيما يخص موضوع الاختلاط بين الجنسين لأن الأمر قد أختلط حتى على الفئات التي أصبح الاختلاط من أولى القضايا بالنسبة له ويسعى جاهداً لمحاربته ولا يدري بأن الأمر واضح في نصوصه وأحكامه الشرعية بالنسبة للكثير منّا حيث الكثير منا يعلم بأن طرق الاستدلال لدى بعض المتشددين وبناء الحكم وإصدار الفتوى أصبح مقصوراً على إصدار الحكم والاستنتاج على النص المراد الحديث عنه وليس ظرف النص والقضية التي تستلزم النظر فيها . لعلنا ندرك بأن المرأة في مجتمعنا أصبحت قضية بكل مايخصها , فما أن يتلاشى النقاش في قضية تخص المرأة حتى نجد أن هناك قضية أخرى أصبحت على أكمل جاهزيتها للنقاش فيها وللأسف قد توسعت قضايا المرأة التي تطرح للنقاش مثل قيادة المرأة وغير ذلك ولكن هناك موضوع مازال في صورة الشبح المخيف لبعض المتشددين وهو موضوع الاختلاط الذي قد يراه البعض من هؤلاء بأنه نهاية الدين والقيم والمبادئ في مجتمعنا ..! و الغريب في الأمر بأننا نعلم أن الاختلاط في بعض الأماكن يراه فئة من الفقهاء التقليديين أمر عادي بل هناك من رآه ضرورة في بعض الأماكن ومحرم في بعضها !! فمثلاً الاختلاط في العمل بالمستشفيات قد يراه البعض بأنه من الضروريات وقد أباحه بينما لو سألته عن فصول الدراسة فقد يحرمه وهكذا يتنقل من مكان إلى آخر بالتحليل والتحريم ..!! إن التناقض في مثل هذه الأمور شيء يجعل الإنسان في حيرة من أمره لأننا نجد بأن من يحلل أو يحرم يستطيع الاستدلال بتفسير لأية قرآنية أو حديث من السنة وقد تجده يحرم أمراً مماثلاً لذلك مستخدماً أية قرآنية أو حديث شريف آخر لتأكيد فتواه حسبما يراه هو ..!! دون التوخي في الخوض فيما يخص النصوص الفقهية التي تستوجب الإلمام بالكتاب والسنة مع مراعاة مايخص القياس في بعض الأمور التي قد تختلف الأحكام فيها حسب المكان والزمان وليس حسب معتقدات وثقافة ذلك المفتي ..!! وهي الأمور التي أتبعها وعمل على مراعاتها الأئمة وأهل العلم والمعرفة من السلف الصالح وكم نتمنى أن يضعوا فئة موثوقة بها مختصة بالفتاوى حتى لا تتشعب الأمور علينا ولا يتيحوا الفرصة لمن لا علم له بإصدار فتاوى قد لا يستوعبها عقل الإنسان حفاظاً على صورة الإسلام والأحكام والفتاوى الشرعية فيما يخصنا كمجتمع مسلم حيث أن كل دول العالم الإسلامي تعتمد على الفتاوى التي تصدر من هذا البلد لأنه منبع الإسلام والرسالة المحمدية . خيرات الأمير