لا أعتقد ان حرب الحوثين حرب عقيدة كما ذكر البعض وإنما حرب سلطة. ثم اختلط الشأن القبلي بالثقافي والمذهبي وبتعقيدات السياسة الداخلي في اليمن وكان يمكن ان تكون هذه القضية مثل أي ملف داخلي آخر في اليمن لولا أن قوى إقليمية تحركت لتجعل منها شيئاً آخر، شيئاً تستخدمه لتعزيز توجهها الأستراتيجي للامتداد والهيمنة على المشرق العربي. وكان من المفترض والمنطق أستخدام الأعراف والوسائل الأجتماعية والقبلية التي تتميز حكومة وقبائل اليمن من اجل استيعاب وحل المشكلة، لكن غياب ذلك واللجوء المتعجل للقوة العسكرية وفي ظل خلافات داخلية يعانيها الجيش اليمني وخلافات سياسية بين النظام وكثير من القوى السياسية المعارضة ومع قبائل كبيرة مهمة، كل هذا ساعد على توفير الظروف للحوثيين من اجل تكوين عصيان مسلح كبير من عدة سنوات ولفت انتباه القوى الإقليمية الطامعة. ومن يميل إلى تفسير الأحداث في قيام الحوثيين بمهاجمة حدود المملكة العربية السعودية فليس من مصلحة الحوثيين استدراج دولة أخرى إلى صراعهم مع حكومة السلطة اليمنية وبنظري لو كانت قرراتهم تتم على اساس مستقل ويخدم مصالحهم وخططهم لما قررو التحرش بالمملكة العربية السعودية. وإنما الواضح أنه اكبر من الحوثيين ويخدم أجنده قوى أخرى لا يهمها ابدأ المصير النهائي للحوثيين بقدر الأستفاده المرحلية منه. وليس سراً أن نعرف علاقة إيران بهذا الشأن ولم يعد خافيا وجود عدد من الموالين لها سياسيين كانو ام رجال دين او إعلاميين او غيرهم في الخليج. والتغلغل في الكثير من الدول العربية المجاوره . والكل يعلم مدى تغلغل إيران في العراق على جميع المستويات. وبتأكيد إيران لا تسعى من ناحية عقائدية ودينية اعني التفريق بين السنة والشيعة وذلك لأن أغلب الشيعة خصوصاً الخليجيين ولاؤهم ليس لإيران بل لأنظمتهم العربية وإختلاطهم بالسنة عقودا جعلهم يرتبطون بهم أكثر من ارتباطهم باإيران فلا تكون حسبة إيران على اعداد الشيعة العرب فالغالبية ليست معها .. إن ماتقوم به إيران يزيد من فهم الشعوب العربية لنوياها التوسعية. أحمد السلمي الريثي