لحظات جميلة تلك التي يُكرَّم فيها الأوفياء، ويُنصَف فيها المبدعون.. من أبناء مجتمعاتهم، ولا شك أن الإنسان يسعد بتقدير الآخرين لجهوده، وتثمينهم لعطائه، حتى وإن كان مطلبه الوحيد في كل ما يقدم هو الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى، ولكنها النفس البشرية المجبولة على حب الثناء، واستشعار المديح متى ما أتى هو دون أن يؤتى إليه! ومن مشاهد التكريم التي داعبت مشاعري، وهيضت وجداني، وحركت سكون قلمي، هو ما طالعتنا به الصحف المحلية في تاريخ السابع عشر من شهر ذي القعدة لعام 1430ه، من خبر تكريم الأمير محمد بن ناصر آل سعود أمير منطقة جازان لعددٍ من أبنائها وبناتها المتميزين في مختلف الميادين. ولعلي لا أعرف (معظم) الأسماء التي ورد ذكرها في خبر التكريم، وإن كنت أعرف البعض الآخر...، ولكن جازان تعرفهم ويعرفهم أميرها المتعطش لنهضتها، فنالوا ما يستحقون من التقدير والتكريم والثناء، ويسعدني هنا أن أبارك لهم نيل هذه الجائزة القيمة. والفائز الحقيقي بهذه الجائزة هو الوطن الغالي، ممثلاً في منطقة جازان الحبيبة، فالجائزة حافزٌ قوي على البذل والعطاء، وطريق معبد إلى الإبداع والتميز في مختلف الجوانب العلمية والثقافية والأدبية والاجتماعية والتنموية ... الخ، مما ينعكس إيجاباً على جازان الوفاء ومن خلفها وطن الخير، وهذه الجائزة الثمينة لها قدرها في نفوسنا، ولم لا؟! فهي تحمل اسم مهندس نهضة جازان، وأميرها، وقائدها – حفظه الله. وقد لفت نظري من بين أسماء المكرمين، اسمٌ لرجلٍ أعرفه تمام المعرفة، ويعرفه مجتمعه الذي يحبه ويثمنه، رجلٌ، لا.. بل رجال في رجل، وحكماء في حكيم، وقادة في قائد، رجلٌ تتقازم أمام همته الجبال، وتتلاشى أمام عطائه الأعطيات، ويتوارى أمام وفائه الوفاء، رجلٌ بارٌ بأهله، مكرمٌ لقبيلته، صبورٌ على المحن، يغفر زلات رجاله، ويصفح عن هفواتهم، ويجبر عثراتهم، يبذل ماله ووقته وجهده وجاهه في خدمتهم، وهكذا هم الرجال والقادة. ذلكم رجل يستحق التكريم والتقدير والإشادة، أسعدني خبر تكريمه من أعلى رجل في المنطقة وأتمنى من كل قلبي أن ينال حقه من التقدير والتكريم من قبل الجهات المعنية في محافظة الدائر، ومنطقة جازان، والوطن الكبير، وقبل ذلك من أبناء قبيلته ومجتمعه. رجلٌ مهما كتبت عنه لن أروي ظمأ قلمي المتعطش للكتابة عنه... ذلكم هو شيخي الوقور، ووالدي الحبيب، وأخي العزيز، الشيخ/ حسن بن يحيى محمد العليلي المالكي، شيخ شمل قبائل آل علي بني مالك. فهنيئاً لنا بالأمير وبالشيخ وبالجائزة، وبالله التوفيق. محمد جبران المالكي برزبن - استراليا