وجه فضيلة الشيخ والداعية المعروف د.سعد بن عبدالله البريك كلمة لفئة الرياضيين من كافة فئات المجتمع تتزامن من انطلاق أولى مسابقات الموسم الرياضي السعودي الجديد وهي بطولة " دوري زين السعودي للمحترفين "حذر فيها من التعصب الرياضي الذي وصل بشباب المجتمع إلى درجة كبيرة من العداوة والبغضاء وتنابز بالألقاب وتفككات أسرية ومشاجرات لا تحمد عقباها وقال في كلمته التي حصلت "البطولة " على نسخة منها : الترويح عن النفس حاجة روحية وعقلية وبدنية ، سيما في مرحلة الشباب ، كونها مرحلة نضج الطاقة الذهنية والمقدرة الجسدية، ، وقد أباح الإسلام هذا الترويح قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل حنظلة :" ولكن يا حنظلة ، ساعة وساعة ". لكن الشريعة لم تبح الترويح على الإطلاق بل وضعت له حدوداً وضوابط يجب مراعاتها ، فالقاعدة المقررة عند أهل العلم في المباحات: (أن ما شغل عن الواجبات أو صار وسيلة لارتكاب المحرمات فإنه يكون حراما ). وإذا ما طبقنا هذه القاعدة الشرعية على ما نراه من واقع التشجيع الرياضي اليوم ، فإننا نلمس الكثير من المخالفات الشرعية والظواهر السلبية المصاحبة لذلك منها : صرعات وافدة وغريبة في التشجيع ، كطلاء الوجوه والأجسام ، تنابز بالألقاب ، تعصب رياضي مقيت، موالاة مشجعي الفريق الذي يؤيده ، ومعاداة مشجعي الفرق الأخرى إلخ ... . وبين الفينة والأخرى تطالعنا الصحف ونشرات الأخبار ومواقع الإنترنت بعناوين مثيرة مفجعة وغريبة: (مشجع يصاب بنوبة قلبية بعد ولوج هدف في مرمى فريقه... شاب يدفع حياته ثمنا للتشجيع الرياضي ... رجل يطلق زوجته بعد هزيمة فريقه المفضل ... أب يسمي ابنه على اسم لاعب كرة قدم ...).ناهيك عن ما يحدث عقب المباريات من مشادات وسباب ،وصخب وضجيج بأبواق السيارات ، ومضايقة للمارة ، وتفحيط بالمركبات ، وعرقلة لحركة السير وتكدس للمرور . هذه التصرفات الخاطئة والأحوال الشاذة الغريبة طالت كثيراً من الشباب الذين عرفوا بالصلاح وحرصوا على أداء الطاعات، فوقعوا في فخ التعصب الرياضي ، حتى باتوا يحددون علاقاتهم مع من يؤيدونهم في الميول ، ووصل الأمر بالبعض إلى أن يدعو ويلح على الله بالدعاء بأن ينتصر الفريق الفلاني أو ينهزم الفريق الفلاني ، وربما كان أكثر إلحاحاً وإخلاصاً من دعائه لإخوانه المسلمين . ولا شك في أن هذه الأفعال مذمومة ، ومخالفة لهدي الكتاب والسنة في الترويح عن النفس واللهو المباح ، وفيها إضاعة للأوقات فيما لا ينفع والانشغال عن الطاعات والتقصير في العبادات والفروض والتهاون بها ، فضلاً عن كونها تؤدي إلى الشحناء والبغضاء ، والشريعة حثت على نبذ الكراهية والبغضاء والشحناء، بل إن بعض أهل العلم منهم شيخ الاسلام ابن تيمية قد أفتوا بترك بعض النوافل والمستحبات إن كان ذلك لمصلحة تأليف الجماعة ولم الشمل . فعلى شبابنا الحرص على ألا يفضي بهم اللهو المباح والتشجيع الرياضي إلى الوقوع في المنهيات الشرعية ، فإن ما تنتظره الأمة منهم يتطلب الحزم والجد واستغلال أوقاتهم وطاقاتهم وإبداعهم في بناء نهضة الأمة وتطورها بهمة عالية وطموح لا يعرف الوهن. وما اجمل أن يقوم الآباء والأمهات والعلماء والدعاة ورجال الإعلام والمدرسين وأساتذة الجامعات بمزيد من التوجيه والنصح والرعاية لهؤلاء الشباب والناشئة ، وبيان خطورة هذه التصرفات من الناحيتين الدينية والدنيوية ، وعلى الجهات المعنية من المؤسسات التعليمية ووزارة الشؤون الإسلامية والأندية الرياضية وغيرها التوسع في إقامة المحاضرات والندوات والمخيمات والدورات العلمية للشباب لتبصيرهم بمشكلاتهم وتوعيتهم بالأخطار الناتجة عنها ، وحثهم على الطاعات التي تكون سبباً في نجاتهم من الوقوع في المحظورات.