أكثر ما يزعج المتابع الرياضي، والذي ينتمي لناد معين، ما تنشره وسائل الإعلام بين فينة وأخرى عن الأزمات المالية المتفشية في الأندية، وكأن تلك الاخبار أصبحت وسيلة استجداء، حتى يتعاطف أعضاء الشرف، ويسارعوا لإنقاذ أنديتهم ..! في هذا الأمر بلا شك إنقاذ للأندية، حتى تستمر في مسيرتها التنافسية، لكن السؤال المهم، إلى متى نسير بأنديتنا إلى هذه المآزق؟. الأندية الآن، وخصوصا الكبيرة منها، لم تعد عوائدها الاستثمارية توفي بالتزاماتها المالية، وفي نفس الوقت لا أعتقد أن بعض الاستثمارات في بعض الأندية غير مرتفع، بمعنى أن هناك مشاكل في جوانب عدة، لم يعد يستوعبها المتابع الرياضي، والمهتم بشأن الأندية، وتجده يتساءل باستمرار: ما الذي يحدث داخل هذه الأندية؟ وكيف اجتمعت كل تلك الديون؟ ومع الأسف لا يجد أي جواب، سوى اجتهادات إعلامية، مبنية على استنتاجات أو مواقف معينة. باختصار وأكثر إفادة، لا توجد رقابة واضحة على ميزانيات الأندية.! ولا توجد قوائم مالية واضحة المعالم يطلع عليها الجمهور الرياضي.! هناك تسيب واضح في هذه الجزئية، ولعلي هنا أرمي باللائمة على الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لأنها الجهة الرسمية، المخول لها متابعة هذا الأمر، ومراقبته بشكل سنوي وفق أنظمة معينة يصعب تجاوزها . مراقبة الأندية ومتابعة قوائمها المالية بشكل منتظم، سيكون له الأثر الإيجابي الكبير، في تخفيض نسبة العجز المالي لجميع الأندية، فالرئاسة العامة لرعاية الشباب، يجب أن تصدر قرارات مهمة في هذا الشأن. تضمن من خلالها المحافظة على إيرادات الأندية وعدم التهاون في مقدّرات الأندية، طالما أنها مازالت تخضع لأنظمتها، ومازلنا بعيدين عن برنامج الخصخصة، نظرا للمعوقات الكبيرة، التي تقف حائلا أمام تنفيذ هذا المشروع الجاد والحيوي. أعضاء الشرف هم أناس متطوعون، يدعمون أنديتهم حبا لها، لكن البعض تجده مقابل هذا الدعم صاحب الصوت الأعلى في قرارات الأندية، وبعضهم يصل به الأمر إلى أبعد من ذلك، كأن يتحكم في اختيار رئيس النادي وأعضاء مجلس الإدارة، ويملي عليهم القرارات، وكأن هذا النادي أصبح من ممتلكاته الخاصة. هذه التصرفات لبعض أعضاء الشرف، تكون بلا شك سببا مباشرا، في نشوب الصراعات داخل الأندية، فتكثر الخلافات، والنتائج حتما ستكون سلبية؛ لأن المشاكل ستثقل كاهل الأندية، والأمثلة كثيرة، ونشاهدها على أرض الواقع، ولعل أقربها للاستدلال، ويمكن أن يقرّب حقيقة الأمر، نادي الاتحاد هذا الموسم، وما يحدث فيه من مشاكل شرفية وإدارية ومالية. الأندية بعيدة كل البعد عن الأجواء الصحية، التي ينتج عنها مواهب تُعيد للكرة السعودية أمجادها، فالتناحر والاختلافات وعدم تقبل وجهات النظر، قادتها إلى الضعف والتراجع . الآمال كلها معلقة على الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بعد توفيق الله، بقيادة الأمير نواف بن فيصل، في إعادة الهيكلة التنظيمية للأندية، على كافة المستويات في أنظمة الانتخابات وتنظيم لوائح واضحة لأعضاء الشرف تستطيع الأندية من خلالها، أن تستفيد من تواجد أعضاء الشرف، دون أن يكون لهذا التواجد ما يعيق تقدمها . رعاية الشباب، أمام عمل كبير، فهي الجهة المسؤولة عن هذه الأندية، ويقع على عاتقها العمل التنظيمي، وفق ما يخدم مصالح الأندية ومتطلباتها، لهذا يجب مراجعة كل الأنظمة واللوائح السابقة، مراجعة دقيقة وتعديل ما يحتاج إلى تعديل، وتغيير ما يلزمه التغيير، وتعزيز كل الجوانب التي تخدم الأندية، وتساعد على إبراز دورها المنوطة به، تجاه الشباب، من أجل تأسيس جيل منافس في كل الألعاب الرياضية . البحث عن حلول بعيدا عن رعاية الشباب، مضيعة للوقت، الحلول يجب أن تكون من قمة الهرم، الجهة الرسمية المخول لها سن الأنظمة والقوانين وإصدار القرارات، من هنا تكون البداية الصحيحة خاصة وهي جهة تشريعية، تُلزم كل الخاضعين لهذه التشريعات، بالامتثال وتنفيذ ما يصدر عنها من قرارات، وحتى نصل للقرارات الصحيحة، يجب أن تكون هناك دراسة شاملة لأوضاع الأندية، والعمل على تحديد مشاكلها، حتى تستطيع أن تجد الحلول المناسبة، وتجعل فرص التطوير أكثر نجاحا، وفق سياسة واضحة تتوافق مع الإمكانات المتاحة للرياضة والشباب. بعد الانتهاء من سَن التشريعات، يأتي دور الرقابة، حتى يصبح العمل مكتملا، وتظهر نتائجه بالشكل المطلوب، وفق تلك القرارات والخطط المعدة مسبقا. فالجانب الرقابي، يعتبر من الجوانب المهمة لاكتمال العمل . العمل المنظم والواضح بكل تفاصيله، أمام المتابع الرياضي، والخاضع لرقابة مباشرة، سيعيد الأمل من جديد، ودون تلك التنظيمات سيستمر التخبط، وسنعاني في المستقبل من استمرار ضعف النتائج، على كافة الأصعدة والمستويات . ودمتم بخير ،، __ سلطان الزايدي __ للتواصل: [email protected]