إذا كانت مباراة الليلة التي ستجمع الاتحاد بالهلال في قمة الكرة السعودية الكلاسيكية مهمة جدا لفريق الاتحاد لكونه بعيدا عن منصات التتويج منذ موسمين ( الماضي والحالي ) . فإن للمباراة أهمية أكبر بالنسبة للهلاليين . مواجهة الليلة بين العملاقين الاتحاد والهلال هي مفتاح التأهل للدور قبل النهائي من بطولة كأس الملك للأبطال وأقول مفتاح التأهل لأنه سوف تعقبها مباراة إياب في الرياض . ولكن الخروج بنتيجة ايجابية لأي من الفريقين قد يعطيه الأفضلية في التأهل بنسبة كبيرة جدا . وبما أن الواقع الفني للفريقين يشوبه نوع من عدم الوضوح فإن فوز أي من الفريقين على الآخر وارد وبالتالي تعتبر نسب الفوز متساوية تماما . الاتحاديون من جانبهم بدأوا الحرب النفسية المعتادة التي يمارسونها عادة قبل أن يواجهوا الهلاليين في أي مباراة محلية أو خارجية وذلك بتقسيم المدرجات الذي لا يطبق إلا في ملعب سمو الأمير عبد الله الفيصل وبصورة أكبر عندما يلعب الاتحاد أمام الهلال ثم بتأجيل سفر محمد نور إلى ما بعد المباراة التي لن يشارك فيها بسبب الإصابة . وقد أثبتت السنوات الخمس الماضية أن الحرب النفسية الاتحادية تؤتي أكلها مع الهلاليين وأن كفة فريق الاتحاد أرجح لتحقيق الفوز عندما يخوض لاعبوه مباراة داخل المباراة وبأساليب لا يجيدها إلا النمور وخاصة أمام الهلال لكون هذا الأسلوب الاتحادي المعتاد يربك لاعبي الهلال الذين يعتمدون على حلاوة الأداء واللعب السلس وفق امكانياتهم الفنية التي في حالة ظهورها لا يمكن مجاراتهم .. نعود لأهمية المباراتين ( الذهاب والإياب ) بالنسبة للاتحاد الذي ليس أمامه خيار آخر إن كان يريد التواجد في نسخة دوري أبطال آسيا القادمة سوى تجاوز الهلال والفوز بكأس البطولة وخلاف ذلك لن يتواجد الاتحاد آسيويا في الموسم القادم وفي نفس السياق سيشارك الهلال في الملحق الآسيوي مجبرا وليس طواعية إن أقصي من البطولة وحقق بطولتها فريق آخر غير فريقي الشباب والأهلي وقد يتواجد الهلال بكبريائه وتاريخه وانجازاته وجماهيره في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي التي تقارن بالنسبة لفريق بحجم الهلال بدوري الدرجة الأولى المحلي . وهذا يعني أن الحافز أمام الفريقين كبير جدا على الصعيد الآسيوي أما على الصعيد المحلي فالاتحاد سيخرج من المولد بلا حمص إن أقصي من الهلال لكونه لم يحقق أي بطولة محلية للموسم الثاني على التوالي وتلك فترة طويلة جدا على فريق بحجم الاتحاد . أما الهلال فبالرغم من حصوله على كأس سمو ولي العهد فإن البطولة المحلية الوحيدة لا ترضي مسئوليه وجماهيره بالدرجة الأولى على الإطلاق . وسيحقق الهلال مجدا كرويا جديدا بفوزه بالبطولة لكونها البطولة الوحيدة غير المدرجة في سجله الذهبي وغير متواجدة في خزائنه العامرة لذلك سيدخل الفريقان المباراة بحوافز قوية وثمينة بحجم الذهب وقيمة الألماس فلننتظر مواجهة ساخنة . قبل الوداع .. الخطورة في لقاء الليلة الهفوات التحكيمية التي إن حدثت فسوف تحل كارثة بالفريق المتضرر منها ولكن ليعلم لاعبو الفريقين أن الأخطاء التحكيمية واردة وهي نفس الأخطاء التي عادة ما تحدث من اللاعبين والإداريين والمدربين . ولمن يريد الفوز عليه عدم وضع التحكيم هاجسه الأول فالأخطاء واردة حتى وإن كانت غير مؤثرة ولا شك ان لكل فريق طريقته في الاحتجاج على الحكم وربما التأثير عليه . خاطرة الوداع . غيابك عني هذا المساء لن يغير البرتوكول المتعارف عنه بيننا ..