) مثل شعبي يقال لكل من يقوم بعمل ولا يحسن إنجازه، بمعنى أن عليه أن يتحمل عواقبه ويجوز أن ينسحب هذا المثل على الإدارة النصراوية وأعضاء الشرف أيضا وهم شهود على المأساة يتفرجون غير داعمين أو أن سلوك الإدارة جعل الشرفيين ينفضون من حولها وفي بيوتهم قاعدين. وإذا كان كما يقال إن الصراعات الشرفية أربكت العمل في الكيان ولم تدع الإدارة تعمل في أمان فقد قدمت الإدارة لخصومها ما يريدون بسوء التدبير في المال والعمل وتكاثرت عليها المتاعب وعم الاضطراب كل المنظومة والنتائج على الأرض ملحوظة. لقد لعب النصر مع الهلال بحماس لقاءات الديربي وهزم بثلاثية، ومقال الخميس الماضي يوم المباراة أشرت فيه إلى سيناريو افتراضي عن اللقاء وذكرت أنه وشيك الوقوع صادف الصحة ووقعت الواقعة. وتداعيات الهزيمة تتفاعل غضباً على قائد الإدارة النصراوية الأمير فيصل بن تركي وتسلسل الأحداث السلبية وضعه في قلب العاصفة، والرئيس بدعمه المالي في بناء فريق واعد لم يشفع له ماله بلا نتائج والجماهير الثكلى لا ترى مكاسب لفريق كان للمجد سائداً وأصبح يشكو من الوضع السائد. والضربات تتوالى والجماهير تصرخ حسرة على وضع فريقها الذي بات بوضعه الراهن محطة عبور للفرق في جمع النقاط وتحسين المراكز على حسابه وأصبح في متناول الجميع وعادلاً في كرمه القسري مع الصغير والكبير. والنصر بانتكاساته المستمرة من موسم إلى آخر ومن جولة إلى جولة وكل هزيمة تلد أخرى لم يعد ذلك الفريق المرعب في الميدان عدا اسمه الكبير الذي ظل باقياً تحت حماية جماهيره العريضة الوفية التي تعاني من قحط السنين وتخبط الإداريين. والنصر وقد أصبح في حكم النادي المنكوب ورئيسه الأمير فيصل وشعبيته تتناسب طردياً مع نتائج فريقه مطالب بالتحرك والمراهنة على الوقت قد تزيد الأمور تعقيداً ولا بديل عن إعلان حالة الاستنفار لإنقاذ الفريق وهيئة أعضاء الشرف عليها أن تواجه مسؤوليتها في هذه الظروف الصعبة. وكلام المدرب الأرجنتيني كوستاس في المؤتمر الصحفي بعد المباراة أن الفريق يتطور ويحتاج إلى مهاجم فقط ما هو إلا علاج وقتي والمشكلة ستظل باقية مع بقاء الإدارة عاجزة عن برمجة عملها وأهمها موضوع الالتزمات المالية وتدفق الرواتب بانتظام التي هي للاعبين خير محفز لروح الفريق وللمفاصل منشط. والكلام التنظيري عن التصحيح انتهت صلاحيته فقد يكون المنظر إدارياً ويعجز عن ممارسة الفن الإداري، وقد يكون المنظر سياسياً ويعجز عن الاحتواء وقد يكون (مجتهدا) أيضا وتطير جهوده في الهواء كنتيجة حتمية لهشاشة البناء. يبقى القول وبالمختصر المفيد للجادين فقط إن الإدارة في عصر الاحتراف الرياضي تتطلب أيضا عقلية محترفة في التخطيط الإداري والفني والاستثمار والتسويق والهيكلة والتنظيم المبرمج في المال والأعمال. واللاعبون المحترفون في البيئة الإدارية المحترفة يعرفون واجباتهم في الميدان وليسوا في حاجة إلى طبيب شعبي أو نفسي أو(جماعة شدوا الحيل وأبشروا). وفي ظل وضع يعيشه النصر لم يبق لجماهيره الوفية وفريقها يجلد في الميدان ما تفاخر به غير لقب العالمي كسلاح نفسي فعال وهي تتجرع مرارة الإخفاقات في مواجهة تهكم المتهكمين وشماتة الشامتين من بعض (أهل الدار) وغلاة المشجعين (المحليين). وتبقى إشارة لافتة ربما من شدة الحماس حول اللقطات التلفزيونية خلال المباراة التي ظهر فيها الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس الهلال وهو في حالة من الاكتراب في مباراة فريقه أمام النصر، وبدا كما لو كان فريقه في نهائي البطولة الآسيوية المؤهله لكأس العالم للأندية في حين أنه يقابل فريقاً من وسط الدوري متعب من الجراح، تعود فريقه الفوز عليه في السنوات الأخيرة.