الوقوف خلف الفرق التي تمثل الوطن ومساندتها بالحضور ومؤازرتهم يعتبر واجباً وطنياً يجب على من يستطيع ذلك القيام به، هذا ما استشعره أبوفيصل ( رجل الأعمال السعودي )قبل مباراة منتخبنا مع أشقائنا العمانيين في تصفيات كاس العالم الأخيرة، ولإلحاح ابنه فيصل لمرافقته بحضور المباراة في الاستاد، خطط لذلك بالحضور مع الجماهير بالدرجة الثانية ليستمتعا باهازيجها والتفاعل مع حماس وقتالية صقور المنتخب. حرص على الذهاب الى الملعب في وقت مبكر قبل بدء المباراة، لتبدأ رحلة المعاناة التي لم تكن لترد على بال هذا " المسكين "، وعند وصولهم تم استقبالهم بالتفتيش الرسمي للدخول! ومن ثم قابله أحد الافراد بلبس رياضي عادي ومعه عدد من التذاكر وناوله اثنتين وعند الدخول الى البوابات المخصصه لذلك لم يسأل عن التذاكر ولا عن أي شيء!! إذا لماذا أعطيت هذه التذكرة؟! وفور دخولهم الى مدرجات الملعب بدأ بالبحث عن مكان للجلوس، ليتفأجاء بكراسي في حالة يرثى لها، فهي متسخة جدا بفضلات الطيور " أكرمكم الله " وطبقات من الغبار، وبعد رحلة بحث استطاع الحصول على كراسي بطبقات غبارية فقط! وكان أمام خيارين أما أن يتولى تنظيفها أو تقوم ملابسه بالمهمة، واختار تنظيفها قدر المستطاع لتتولى ملابسة إكمال المهمة!!! وبعد أن استرد بعض أنفاسه دار بناظريه في أرجاء الاستاد يمتعهما بروعة " درة الملاعب " وتصميمه الجميل، وسأل نفسه هل يليق بأن تكون كراسي هذه الدرة بهذا الحال؟ ومع مرور الوقت دخل وقت صلاة العشاء فطلب ممن يجلس بجانبه أن يحجز كراسيهم لأن الجلوس في الملعب " أنت وشطارتك " وليس بالأرقام للأسف!! لحين انتهائهم من تأدية صلاة العشاء، فعند وصولهم لبوابة الخروج لاحظ بأنها مغلقه ولا تسمح بدخول المزيد ممن هم بالخارج، فأبلغ رجل الأمن بأنه يحمل تذكرة، وأنه يجلس في المكان الفلاني وقام بتحديده له وأنه ذاهب للصلاة والعودة مباشرة لذلك. وعند عودة للبوابة رفض رجل الأمن إدخاله بحجة أن لديه تعليمات، وأن عليه استخدام البوابة الأخرى، وبعد نقاش مع رجل الأمن دون جدوى .. رضخ للأمر الواقع وذهب للبوابات التالية فوجدها جميعها مغلقه، فعاد أدراجه يجرجر أذيال الإحباط من هذه المعاملة وهذا التنظيم !! ودخل في نقاش مع رجل الأمن الذي لم يولي وعده له قبل ذهابه لصلاة أي اعتبار! وبعد عدة نقاشات طلب منه رجل الأمن الانتظار قليلاً وسيسمح له بالدخول، وهو في الانتظار تذكر كيف تعامل معه رجل الأمن خلال مباراة حضرها في مدينة ساوباولوا البرازيلية بعد أن واجه بعض المضايقات من قبل الجماهير البرازيلية، وكيف قام بعمله وبكل بشاشة وجه وترحيب حيث نقلهم الى مكان اخر، بعد أن قدم اعتذاره عما بدر من هؤلاء الأشخاص وتم تأمين مقعداً خاصاً له في الدرجة الممتازة. وتذكر ما حصل معه في مباراة برشلونة رغم حضوره في منتصف الشوط الأول إلا أنه استطاع الحصول على مقعده الذي اشترى تذكرته عبر ألنت!! بينما ابنه فيصل يساعد المساجين عفواً أقصد الجماهير التي لم يسمح لها بالخروج لشراء الماء للشرب، وهو غارقًٌ في تذكر تلك الأيام، إذا بأصوات تتعالى من بوابة أخرى تفصلهم عنه عدة بوابات، وتم تدافع الجماهير عليها بشكل غير حضاري، وليأسه من دخوله عبر هذه البوابة ( المغلقة رغم توفر عدد من المقاعد الفارغة !!) حزم آمره وشارك المتدافعين إلى أن وصل الى داخل الملعب، وإذا به بعيد عن مقاعده وبعد رحلة أخرى وصل بسلام إليها. ولاحظ هذا المسكين ( لقراره دعم منتخب الوطن ) وجود مقاعد فارغة بالقرب من موقعه ولكن تفصله عنها سور حديد، وبعد السؤال عنها تبين له بأنه يتوجب عليه دفع 150 ريالاً للحصول على مقعد فيها – وأطلق تنهيده من أعماق نفسه قائلاً: أااااه لو كنت ادري- وفي أثناء حواره إذا بجموع غفيرة من الجماهير تتدافع الى هذه المدرج!! سأل أحدهم كيف دخلتم فكان الجواب فتحوا لنا البوابات ودخلنا مجانا!! وابتسم قائلاً مسكين يا من دفعت 150 ريال ؟ وأما معاناة البوفيه لوحدها قصة مغامرة اخرى، فالمشروبات الغازية أحر من الشاي، والماء كذلك والادها بانك تشتريه بريالين وقيمته خارج الملعب نصف ريال!! وقال محاوراً من حوله ألان فقط عرفت لماذ هذا العزوف من الجماهير، ولماذا نحن في المركز 95 عالميا. أين من يتشدقون علينا في القنوات الفضائية والصحف بالتطوير وإصلاح الملاعب؟ هل حضر أحدهم الى هذه المدرجات أم أنهم ينعمون بالكراسي الصفراء المريحة مع كوب الشاي المنعنش؟ هل يجب أن نحضر جميعا في المنصة وندفع 300 ريال لنحصل على حقوقنا؟ رغم أن أغلب جماهير الكرة ممن تعني لهم العشرين ريال الكثير، فهل سيكون لهم التقدير والاحترام الذي يستحقونه؟ لأنهم فعلا يستحقون ذلك، رغم سوء وعدم مبالاة لاعبي المنتخب بهم!! خيبوا امال الجميع !! للتواصل ( alghanim70@ )