أجزم أن اليأس دب في داخل أكثر السعوديين ممن كانوا يمنون النفس بالتأهل من خلال مباراة عمان، خاصة أن المباراة القادمة مع أستراليا أقوى المجموعة وأفضلها بغض النظر عن هزيمتها أمام عمان, طبعاً كان بالإمكان أفضل مما كان أمام عمان لو وجدت الروح ووجد الحماس المناسب لتخطي هذه المعضلة، ولكن للأسف لم يحدث أي شيء مما توقعناه، خاصة بوجود هذا الكم من الجماهير التي زحفت من كل مكان لدعم المنتخب, توقعت الأفضل وتوقعت أن تحترق قمصان اللاعبين من شدة الحماس والإصرار على التأهل، ولكن هذا لم يحدث ولن يحدث خاصة بعد أن حقق أكثر اللاعبين كل ما يطمحون إليه وأكثر مما يطمحون إليه مع جنون عقود اللاعبين الباهظة رغم المستويات الهابطة, بكل صراحة لم يعد هناك ما يغري لتقديم الأفضل ما داموا حصلوا على كل شيء بأقل مجهود.. وهنا أقصد أن الرغبة لم تعد موجودة في ظل غياب المحفزات والطموح لدى أناس أمضوا سنوات يركلون الكرة ويجمعون الملايين، فالموضوع بالنسبة لأكثرهم مهمة من ضمن مهام الركل الكروي, للأسف نحن( لانؤمن) بعملية الإحلال، لذا فإن أكثر اللاعبين الموجودين أعطواء كل ما لديهم وانعدم لديهم الطموح، ولا أستبعد أن أكثرهم يتمنون أن يفرغوا لأنديتهم بعيداً عن إزعاج معسكرات المنتخب وضغوط الإعلام , لا ألوم إدارة المنتخبات أو الجهاز الفني السابق أو الحالي لأن سعيد أخو مبارك مع مثل هذه الأجواء غير المشجعة، ولكن ألوم الظروف التي لم تساعد المدربين على عملية الإحلال السريع, شخصياً اقترحت على مدرب المنتخب السابق بسيرو من خلال لقاء تلفزيوني سابق بعد مباراتنا أمام إيران هذا الأمر، وقال لي بالحرف( أنا لا أملك الوقت) لتأهيل أكثر من لاعب في أكثر من مركز أضف بأن الجماهير والإعلام لايملكون الصبر لبروز لاعبين جدد على حساب النجوم الموجودين، وأنا اتفق معه في موضوع ضغط الإعلام والجماهير, أخيرا أقول إن اللاعبين في نهاية الأمر بشر وعندما تصل النفس البشرية لكل ما تريد فإن الحافز لتقديم الأفضل يغيب مهما كانت المحاولات لشحذ الهمم, عموما عدم التأهل ليست بنهاية العالم وربما تكون الضارة النافعة، فقد نعود لجادة الطريق من خلال العمل المنظم والتخلص من الاعتماد على النجوم أو النجم الأوحد من خلال خلق التنافس على المراكز بين اللاعبين لضمان التعاون وغرس مفهوم team work أو منظومة عمل داخل المستطيل الأخضر, على أي حال لايوجد ما يسمى مستحيل في عالم الكرة ولكن الأمل أن يخدمنا الحظ في مباراة عمان وتايلاند.. عدا ذلك فالمهمة مستحيلة أوmission impossible وجهة نظر أشعر بأن إدارة الهلال بالغت كثيراً في موضوع اللاعب الخلوق جداً أسامة هوساوي.. خاصة فيما يخص ضمانات عودته للفريق بعد فترة الاحتراف الخارجية.. وكأننا لسنا في عصر الاحتراف الذي يكفل حرية الانتقالات مادامت في ظل النظام, بصراحة تمنيت لو استغلت إدارة الهلال جنون بعض الأندية والحصول على أفضل عرض لعقد أسامة الذي أتوقع أن لايقل عن 35 مليوناً لشراء درزن مدافعين, عموماً لكل شيخ طريقته ولكن الموضوع أخذ أكثر مما يستحق من مشاورات ومؤتمرات.. مع إيماني (أن من جاب أسامة) يجيب غيره يا إدارة الهلال. أفرحتنا كثيراً المستويات المذهلة التي قدمتها بعض الفرق العربية خاصة لبنان والأردن، ولكن في نهاية الأمر الموضوع ليس أكثر من انتفاضة فنية وحماس لاعبين لن تستمر كثيراً خاصة إذا كان المردود أقل مما توقع اللاعبون, عموماً نبارك للمنتخبين الشقيقين هذا المستوى ونتمنى الاستمرارية.. ولكن في نهاية الأمر لايصحح إلا الصحيح فهذه الفورة ستكون من ذكريات الماضي في القريب العاجل.