ماذا فعلت بالنصر يا فتح ؟ ولما هذه القسوة على صديق اليوم والأمس ؟ لم استغرب عليك أن تكرم الضيوف في ديارهم لعلمي ويقيني بأنه سبق لك أن قمت بذلك مع أندية أخرى قبل النصر ! فهل معنى هذا أن نطلق عليك لقب "معشّي الضيف في داره" . أجل هذا هو الفتح الذي نعرفه لا يهاب الأسماء مهما كبر حجمها ولا يحتقر الأخرى مهما صغرت ، فالفتح يتعامل مع الجميع حسب إمكانياته هو لا حسب سمعة وتاريخ الآخرين وهذا ما جعل الفتح يحقق "نصراً " جعل جميع الرياضيين في المملكة والدول المجاورة أن يبدوا مزيداً من الاحترام والتقدير لهذا النادي النموذجي الكبير ، فقد سطّر رجال الفتح النموذجي دروساً وعِبراً للباقين بأنه لا يوجد مستحيل في كرة القدم ، فقد أحرج لاعبو الفتح نظرائهم في النصر وفي عقر دارهم تارة بعشرة لاعبين وتارة أخرى بتسعة مقابل فريقاً مسلّحاً بالأرض والجمهور وبأكبر الأسماء ذات الأوزان "الثقيلة" في العقود والخفيفة في المستوى والفكر الكروي ، وبدون مجاملة أقولها أن قيمة جميع عقود لاعبي الفتح وطاقمه الفني لا يوازون قيمة عقد لاعب واحد من لاعبي النصر الكبار فالعبرة بالكيف وليس بالكم ، وهذا ليس تقليلاً من لاعبي الفتح بل بالعكس هذا مدعاة للفخر لكل فتحاوي لأن هذا الأمر يعني مدى إخلاص وتفاني لاعبو الفتح في حب ناديهم ورفع اسمه عالياً بعكس لاعبي النصر الذين استهانوا بالفتحاويين فلو أعطى لاعبو النصر قليلاً من الاحترام لفريق الفتح لما حصل لهم ما حصل من نكسة كروية مدوية لم يسبق للنصر أن مرّ بها على مدى التاريخ . المقرّبون من نادي الفتح يعرفون سرّ هذا الاستقرار وهذه الروح الجماعية فكل محلل وناقد لا يستطيع أن يسمّي لاعباً واحداً في الفتح ويقول بأنه اللاعب رقم واحد في الفريق حتى بوجود إلتون لأن جميع لاعبي الفتح يعتبرون " رقم واحد " والسبب يكمن في الاستقرار الفني والاداري تحت إدارة شابة وطموحة بقيادة رئيس النادي المهندس عبدالعزيز العفالق ونائبه المهندس سعد العفالق والمشرف العام على فرق كرة القدم بالنادي الأستاذ أحمد الراشد وبقية معاونيهم من الإداريين والفنيين فهذه المجموعة الشابة شكّلت فريقاً قوياً أجبر الجميع على احترامه وأجبرت جماهير النصر على الوقوف والتصفيق لهم تحية اعجاب من جماهير راقية وعالمية في التعامل للاعبين يستحقون هذا التكريم . ولا غرابة في أن يسير الفتح نحو الطريق الصحيح إذا ما علمنا أن المدير الفني للفريق السيد فتحي الجبال يقود دفة التدريب بالنادي للموسم الخامس على التوالي في حالة لم يسبق لها مثيل في تاريخ كرة القدم السعودية مما ينبيء بولادة فريق بإمكانه المنافسة على المراكز المتقدمة في المسابقات المحلية بإذن الله متى ما وجد الانصاف من اللجان في اتحاد كرة القدم و بالأخص اللجنة الفنية ولجنة التحكيم حتى لا يحصل له ما حصل سابقاً في المواسم الماضية كقضية ( صدى الكرة ) وحينها سترون فريقاً لا يرضى إلا بالمراكز المتقدمة وربما يحجز مقعداً في المشاركات الآسيوية أو على اقل تقدير على مستوى الخليج والعرب . أعود للنصر العالمي فهو عالمي بسبب مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية الأولى بالبرازيل ما عدا ذلك لم يبقى من عالميته شيء حيث دفنها هذا الجيل الجديد وطمسها في وحل عميق جداً يصعب انتشالها من جديد مع هولاء اللاعبين الّذين لم يقدّروا الشعار الذهبي الذي ( كان ) فارساً لنجد - وكان فعل ماضي ناسخ - أي أن اللاعبين الحاليين مسحوا التاريخ الجميل للأصفر البرّاق ، فقد كان النصر أكثر نادٍ سعودي من ناحية تزويد المنتخب السعودي بالنجوم لسنوات طويلة لكن في الأعوام الأخيرة لا يوجد من لاعبي النصر من يستحق لبس الشعار الوطني الأخضر فهذه حقيقة لا أجاملكم فيها ، لأنه من لا يخلص لشعار ناديه فلن يخلص لشعار منتخب بلاده فهذه معادلة متكاملة يصعب حلّها في لاعبي النصر لكنها سهلة الحل لدى لاعبي الأندية الأخرى . أربع جولت لعبها النصر وكل مباراة أسوأ من التي قبلها لأن المتعارف عليه أن يسير مستوى الأندية في بداية كل موسم بشكل تصاعدي إلا نادي النصر فهو يسير إلى الهاوية ، والجميع في نادي النصر يتحملّون سبب الإخفاقات المتتالية بدءًا من الإدارة إلى الجهازين الفني والإداري وأكبر من يتحمّل هذه الإخفاقات هم اللاعبين الذين عاشوا على الدلال فلابد أن تكون هناك محاسبة صارمة للمتخاذلين واعطاءهم الضوء الأخضر للانتقال لأندية أخرى إذا لم يكن بمقدورهم الإخلاص للشعار الأصفر البراق . رسائل : - أحمد بوعبيد أنت نجم كبير غفلت عنك عيون كل المدربين الذين درّبوا المنتخب السعودي . - خالد الغامدي أنت " بطل " فحافظ على مستواك والله يحفظك ويحرسك من العين . - محترفوا النصر الثلاثة الأجانب لو وضعتهم في كفّة ووضعت محترف الفتح " إلتون " في كفّة أخرى لرجحت كفّة إلتون . - الفتح سجّل هدف التعادل مع النصر وهو بعشرة لاعبين وسجّل هدفه الثاني وهو بتسعة لاعبين ، إذاً الشقّ أكبر من الرقعة في النصر والإبداع منبعه "عيون الأحساء" أقصد الفتح النموذجي . - لاعبو الفتح يلعبون من أجل ناديهم فلا يهم أي لاعب إن سجّل هدفاً أم لا فالمهم أن يفوز الفتح بعكس لاعبي النصر فالمهم لديهم أن يتنافسوا على من يسجّل هدفاً أولاً ويسجّل مجداً لنفسه وليس لناديه ! . - لم يبقى لفريق النصر هيبة فمدافعي الفتح يتلاعبون بدفاع النصر فما بالكم بالهجوم .. لا تعليق . - جميع اللاعبين المنتقلين من النصر إلى أندية أخرى يبدعون في أنديتهم الجديدة ويعودون للمنتخب الأخضر من جديد إلا لاعبي النصر الحاليين فيا ترى مالسبب في ظنّكم ؟! . - تحية تقدير واعجاب لفريق الفتح ودعوة صادقة لعودة النصر لأمجاده العظيمة . خاتمة : - سألني صديقي أين فيصل الجمعان ؟.. فأجبته : سأردّ عليك بالتواريخ في مقال لاحق .