يطول بك الاستغراق وأنت تتابع فصول الاتفاق في الموسم الكروي الحالي , لكنك ستبصم بالعشرة أن إدارة الدوسري وقعت تحت اختبار عسير, ونجحت فيه بدرجة امتياز, فالسقوط في القاع قبل ثلاثة مواسم.. والسهام التي واجهت إدارته لم تحن رأسها, وذلك لشموخ وعزة وعقلية رئيسها وأعضائها, فهي الإدارة العصامية التي لا تستجدي أحدا..!! النواح والزفرات عندما سكن الفارس في دهاليز القاع, كانت تتراقص, وتغرق في مد اللسان حتى كاد يتشقق من كثرة المد والجزر.. والمنقذون الذين توهم بهم العاشقون لفارسهم تواروا, ظنا منهم أن الخروج من القاع محال, وأن العودة مستحيلة, فالضعف والوهن أوصلا فارس الدهناء للسرير الأبيض, وأن أنواع العلاج لن تنقذه من الموت السريري. أولئك المنقذون سكبوا الزيت.. وأطفأوا المصباح.. ومشوا دون أن يمدوا أيديهم لانتشال فارسهم الغريق من القاع آنذاك.. واجتمعوا لالتقاط الصور.. وبعضهم وجدها فرصة لترسيخ « الخلاف والاختلاف « لاعتقادهم أن لا أحد باستطاعته أن ينقذ الغريق. تواروا عن الأنظار.. لا الوعود نفذت, ولا طبولهم قرعت, بل صاروا «فرعون» وليس «عون»..!! لكنهم نسوا أن تاريخ الاتفاق كتبه رجال مخلصون.. لا كلل ولا ملل يقف في طريقهم.. ولا مؤامرات تقص أجنحتهم.. ولا دسائس تقطع مجاديفهم.. هم هكذا كبار لا ينسحبون من المعركة إلا إذا أعادوا أشياءهم ومكانتهم وإنجازاتهم. سقط فريقهم الكروي قبل ثلاث سنوات, لكنهم أعادوه خطوة بخطوة.. والطريق ما زال طويلا.. حتى والفريق يتصدر الدوري هذا الموسم يدفعون من جيوبهم لكنهم أوفياء لناديهم.. فلا منة ولا إعلان.. ولا «تجارة» على حساب فارسهم. لهؤلاء ترفع القبعات رغم أخطائهم.. لهؤلاء تؤتمن الأندية.. ولهؤلاء تصفق الأيدي حتى بعد الرحيل. إدارة الاتفاق هي الوحيدة من الأندية الكبيرة التي تدفع أكثر من شرفييها.. هي التي تخطط وتدفع ..وهي التي تتعب وتعمل ولغيرها الشهرة . نعم نتفق أن هناك أخطاء لهذه الإدارة.. لا سيما أن الظروف عاندتها في ملف الأجانب, ولكنها اجتهدت كثيرا في ترميم الخلل.. وعملت على البناء من جديد.. ونجحت حتى الآن في العودة إلى طريق الفارس المعتاد, وهي بحق تستحق الإشادة للنهوض بعد السقوط الاضطراري والمؤقت, لأنها صمدت ولم تلق باللائمة على شرفيي «الاسم لا الفعل» وتحملت المسئولية دون أن تتهم شرفيا واحدا بالتقصير, رغم أن الاتفاقيين يعرفون جيدا مكمن الخلل في ناديهم وهو «المادة» خصوصا بعد عزوف شركة الاتصالات عن رعاية ناديهم. إعجابي بإدارة الاتفاق وفرسانها نابعة من إعلانها تحمل ما حدث لفريقها بالكامل, والعمل على الخروج من الأزمة دون أن تلجأ لتبريرات أعتقد أن البعض منها منطقي جدا وهو «البخل الشرفي «في دعم خزينة ناديهم, ومع ذلك فضلت إدارة الاتفاق الصمت على النوح.. ولكن غيرها فضل النوح على الصمت عندما كان الفريق يرزح تحت وطأة قاع الترتيب, وهناك فرق بين العمل الصامت الذي يؤدي إلى حل.. وبين الصخب الفارغ. ** يحق لإدارة الاتفاق أن تفخر بعملها واجتهادها وقراراتها.. وطالما أتعبنا هذه الإدارة نقدا في زمن الانتكاسة.. فأننا اليوم نشد من ساعدها لعملها الدؤوب في استعادة زمن الاتفاق الجميل ..!!