أعاد رئيس لجنة الاحتراف الدكتور صالح بن ناصر حرية اللاعبين خطوات إلى الخلف من خلال إصداره لقراره بإلزام كل لاعب هاوي وقع عقدا مع نادي خارجي ان يعود الى اخر نادي محلي كان يلعب فيه ، اذا لم تتجاوز مدة احترافة بالنادي الخارجي أكثر من عامين . القرار في ظاهرة لصالح الأندية وإقفال مسألة الكباري والانتقالات دون موافقة الأندية ولكن القرار في جوهرة هو قتل لحرية اللاعبين الذين لم يجدوا التقدير و الاهتمام من قبل الأندية . وكمثال لا للحصر ، لاعبان مميزان كعبدالخالق برناوي في الوحدة و خالد الغامدي في القادسية ما ذنب هذين اللاعبين إذا لم يجدا الإنصاف والتقدير المادي والمعنوي في النادي المحلي الذي يلعبان به .. هل يعقل أن لاعب دولي مميز كخالد الغامدي يبلغ من العمر 23 سنة ، وجد في الكرة جزء من طموحه وهوايته ، ومصدر لرزقه ، ان يتعامل معه ناديه بان يمنحه عقد احترافي بلا مقدم عقد وبراتب شهري يبلغ 6000 آلاف ريال . ان اي نادي لا يمتلك المال ولا الفكر للحفاظ على اي لاعب موهوب تجاوز ال18 عاما ، يجب أن لا تضعه لجنة الاحتراف في دائرة العبودية لأي نادي كان ، فالاتحاد الدولي دائما وابدا يطالب بعدم تقييد حرية اللاعبين .. أن الإدارة التي تبحث عن الحفاظ على لاعبيها الموهبين يجب أن تؤمن أن الاعب حينما لا يجد المناخ المناسب والراحة الكافية للعب مع فريقه ، لا يمكن ان يقدم اي فائدة فنية للفريق ، وبالتاي ستخسر الإدارة خدمات اللاعب الفنية ويتراجع مستواه وتخسر معه أيضاً قيمته المادية التي كانت من الممكن ان تساهم في دعم النادي وحل الكثير من الازمات المادية التي يواجهها . ان عبدالخالق برناوي ربما يعود الى ناديه الوحدة ، ويرفض التعاقد مع ناديه كلاعب محترف ، ويكمل فترة التسعين يوما ، ثم يذهب للاتحاد بكل هدوء.. وربما يفعل خالد الغامدي الشئ ذاته فيعود الى ناديه ويكمل فترة التسعين يوما ، ثم يرحل للنصر متحديا ناديه ولجنة الاحتراف والمادة الجديدة .. ويسجل في فترة التسجيل الثانية .. ان المثل القديم يقول : ( انك تستطيع ان تجبر الحصان على ان يأتي للنهر ، لكن لا تستطيع أن تجبره على الشرب ) .. اتفق تماما ان كل نادي يجب أن يحافظ على حقوقه في مسألة انتقال لاعبيه الموهوبين ، ولكن بعض الانديه تتجاهل المواهب التي لديها ولاتعطيها قيمتها المادية والمعنوية التي يستحقونها .. ثم حينما يأتي اللاعب عرضا من اي نادي اخر ، تبالغ في السعر مما يدفع الأندية إلى الانسحاب .. فيجد اللاعب نفسه وقد خسر كل شئ ، فلا عقد مقنع يجده عند النادي الذي يلعب فيه ، ولم يجد تعاون ومرونة من ناديه في الموافقة على العروض التي تصل إليه من الانديه الاخرى .. ان ادارة الوحدة والقادسية كمثال فقط .. لان لاعبيها قصوا شريط الهجرة الى الاندية الخارجية ، وسنرى اكثر من لاعب هاوي في الوحدة والقادسية وغيرهم من الاندية الاخرى يشدون الرحال .. بحثا عن الحرية والعدل والانصاف لموهبتهم ورفضا لقرارات العبودية والتسلط .. ان اي ادارة تبحث عن النجاح والحفاظ على مكتسباتها من اللاعبين الصغار الموهوبين .. اذا كانت ترغب بالفعل بالحفاظ على النجوم التي يلعبون في صفوفها ، وعدم انتقالهم الى انديه خارجية بعد ان حرمهم النظام من الانتقال المحلي .. يجب أن تمارس فكر الموازنة والاعتدال والذي يعتمد على توقيع عقد احترافي مع اللاعبين بأسعار معقولة ومنطقية ومن ثم اعارة اللاعب إلى نادي محلي لمدة سنة واحدة بقيمة هذا التقاعد .. وبالتالي تمنح اللاعب حقوقه المادية وتحافظ عليه وتساهم أيضا في ارتفاع مستواه الفني وربما ارتفاع سعره في الانتقال مرة أخرى .. وكمثال توضيحي : لاعب مثل خالد الغامدي ، ماذا يمنع ادارة القادسية ان توقع مع اللاعب بمبلغ 3 ملايين لدة ثلاث سنوات ، ثم تقوم بإعارته لمدة موسم واحد لاي نادي اخر بمبلغ ثلاثه ملايين ريال .. ان هذه الاعارة سوف تكون حل مناسب للنادي واللاعب ، ولو وجد النادي الاخر فائدة فنية من اللاعب ، وكذلك اللاعب شعر بالارتياح للفريق الذي لعب له بالإعارة .. فربما ينتقل اللاعب الى النادي بسعر اخر ، وبمبلغ يتم عليه بين الناديين . وكذلك الحال للاعب الوحدة عبدالخالق برناوي ، ماذا يمنع ادارة الوحدة من ان تقدم له عرض احترافي بمليونين أو ثلاثة لمدة ثلاث سنوات .. ثم تقوم بإعارته إلى أي نادي لموسم واحد بقيمة هذا التقاعد ، ثم يعود إليها مرة أخرى وقد أمن مستقبله إلى حد ما ، وشعر أن هناك من أنصف موهبته.. ان ادارة الكرة والأندية فكر ورؤية تعتمد على المرونة والموازنة والعدل بين حقوق الأندية وواجباتها تجاه اللاعبين الموهوبين .. [email protected]