أمضى رئيس النصر , أسبوعا ً ملتهبا ً في العاصمة الرياض , مارس خلاله الهجوم الإعلامي الشامل , و الذي شمل أعضاء شرف و نجوم و كتاب , ثم غادر مرة أخرى لأمريكا , بدون أن يلمس المتابع تحركا ً إيجابيا ً في ما يتعلق بإستعداد النصر للموسم القادم , أي كأن الرئيس جاء ليضيف لقائمة منتقدي سياسته أسماء أخرى , و لكنه هذه المرة أختار لاعبين نجوم لهم جماهيرهم الخاصة , ليضيف لحشد معارضيه صفوفا ً كثيرة من جماهير النصر , عبر سياسة نسف الجسور , التي ستضع موسمه القادم على صفيح ٍ ساخن , سينتهي بأحد أمرين لا ثالث لهما , فإما بطولات تسكت أصوات منتقديه , و إما رحيلا ً جبريا ً سيعيد كتابة صفحته في أيام النصر بالحبر الباهت .. لا أحد يعرف لماذا إنتهج سموه سياسة التصعيد الشامل , و لماذا أختار اللغة الخشنة , في توقيت لا يسمح له بذلك , فالفرق الأخرى ذهبت بالبطولات , و بقي فريقه يُطحن بين طبقتي رحى يديرها هو تارة , و يديرها معارضوا سياسته تارة أخرى , مع وعود غير قطعية نثرها هنا و هناك , أصبح رصيدها مشكوك فيه , نتيجة وعود سابقة لم يفي بها .. الديموقراطية النصراوية , كانت تسمح بوجود الإختلافات و الخلافات , و لكنها دائما ما تكون محصورة في مساحات يمكن السيطرة عليها , و لم تكتسب مثل هذه الشمولية الخطرة , و التي شهدت دخول نجوم سابقين في ساحتها , إلا في عهد إدارة الأمير فيصل بن تركي , التي يبدو أنها تبحث عن نصر داخل أسوار الدكتاتورية المنظمة , و التي اشك أنه يوجود داخل أسوراها النصر المنشود , ما لم يحل سموه الملفات الثقيلة , و بالذات الملف المالي المُثقل بالديون الكبيرة , و يتعاقد مع مدرب كبير و أجانب على مستوى عال , يستطيعون نقل النصر إلى عنفوان الإداء الذي لا تحد من جموحه قوة منافس , و لا تعيقه عن المنصات أية عقبات , و لا تنال منه المؤامرات التي تحدث عنها الرئيس على إفتراض وجدها بالتنظيم الذي أفصح عنه سموه , و وضعه داخل إطار معزول من خلال الظهور الإعلامي الذي ملىء به أسبوع وجوده في الرياض .. جماهير النصر لن تتسامح مع أية إخفاق , قد يحدث في الموسم المقادم لا سمح الله , و يجب أن يكون هذا التصور واضح لإدارة النصر , و أن تعمل على خفض نسبة حدوثه إلى الصفر , لأن الإختباء خلف النسب , أو ضجيج المؤامرة أو الحديث عن نجاح لا تحدده النتائج , لن يكون قادرا ً على حماية الإدارة من الغضبة الجماهيرية , فيما لو لم يحقق الفريق بطولة واحدة على الأقل .. في النصر حرب مكشوفة , قد تكون الإدارة كسبتها مؤقتا ً , و لكن هذا الكسب قد يتلاشى , و يتحول إلى هزيمة مدمرة ستطيح بالإدارة , إن لم تستطع أن تصعد بالنصر لمنصة تتويج في الموسم القادم , من خلال الطريق الذي إختارته , أما هذه الحرب المكشوفة فإنها حرب بلا نصر حتى و إن أنتصر هذا أو ذاك .