في كل مرة يحكي الواقع في نادي النصر أنه بعيد كل البعد عن عودة قريبة إلى واجهة الكرة السعودية ومنافس له حضوره المميز كما كان بالسابق. في منتصف الموسم تقريباً كتبت مقالاً بعنوان الأصفر الصغير وغضب الكثير من النصراويين. كتبت ذلك بعيداً عن المجاملة وبعيداً عن تحجيم كيان كبير له اسمه وتاريخه ومكانته. كتبت ذلك ليقيني التام أن نصر اليوم ليس له علاقة بشكل قاطع بنصر الأمس. بكل تأكيد إن جماهير الفريق صدمت كثيراً بالواقع الإداري المأساوي الذي مر به خلال الفترة الماضية. والأمر المحزن هنا أن بعض كتّاب النصر يظهر ويدافع عن أخطاء كوارثية ويصور للجماهير أن إدارة الفريق تجد محاربه من أطراف خارجية هدفها كرسي الرئاسة. وأكثر ما يحزن بواقع النصر الحالي أن البعض أيضاً يحاول قدر المستطاع أن يظهر الولاء للأشخاص على حساب الكيان ويتحدث بشكل مبالغ فيه مدافعاً عن أخطاء مكشوفة لا أعرف كيف يجدون لها أعذاراً لا يمكن أن تجد عقلاً يقبل بها. أتذكر أن سمو الرئيس خرج بتصريح عندما تولى دفة قيادة النادي وقال فيه. (سوف اجعل من النصر أفضل فريق في آسيا) وأيضاً قال: (من يقول إن النصر ناقص مال فهو ناقص عقل). جميع الحلول المناسبة لعودة العالمي متوفرة وبنظرة بسيطة لأخطاء الماضي من الممكن أن يتم تلافيها بالعديد من القرارات الجريئة. إبعاد النائب ومدير عام الفريق والبحث عن نائب لديه مواصفات القيادي الحكيم والقوة المالية والحضور الإعلامي المميز. والبحث عن مدير عام لإدارة الكرة لديه من الخبرة الإدارية المقرونة بالخبرة الفنية. باختصار (سامي الجابر آخر) ولنا ما يحدث بالهلال وما يحدث بالنصر على مستوى الفريق الكروي الأول دليل حاضر والفارق بينهما كبير جداً. آخر الحلول تشكيل لجنة فنية تعمل بعيداً عن التدخلات وفرض الوصايا مع منح هذه اللجنة كامل الثقة باختيار المدرب واللاعبين الأجانب والمحليين. وقبل ذلك إبعاد كل لاعب تسبب بشكل أو آخر في شحن الأجواء بين اللاعبين أثناء المباريات خاصة مما يطلق عليه لاعب خبرة. يا من شرا له من حلاله علة من يتتبع مسيرة حسين عبدالغني قائد النصر سواء في هذا الموسم أو سابقة يجد أنه افتعل العديد من المشاكل كان آخرها أمام الاتحاد في آخر لقاءات الفريق بالدوري، حيث كان شرارة بداية الخماسية الاتحادية في شباك فريقه وقبل ذلك أمام ذوب آهان الإيراني وطرد بالبطاقة الحمراء في اللقاء الذي انتهى بفوز الإيراني بالأربعة وقبل ذلك أيضاً أمام الهلال وأمام السد القطري. كل هذه المشاكل المفتعلة من عبدالغني جعلت من المتابع الرياضي يستغرب غياب الحزم الإداري الذي يوقف ذلك العبث الطفولي. الحقيقة للأسف إن حسين عبدالغني يجد معاملة مختلفة كلياً عن بقية اللاعبين داخل الفريق وإذا عرف السبب بطل العجب. فكيف تتم محاسبة لاعب لم يستلم هلله واحدة من مقدم عقدة ورواتب متأخرة. اتفق مع من يقول إن الصمت أمام ما يقوم به عبدالغني هو من جعله يتمادى إلى أن يصل إلى زملائه اللاعبين بالفريق مثلما حدث مع المدافع الشاب عمر هوساوي. وقفة الإدارة مع حسين ومطالبة هوساوي بتقديم الاعتذار له تؤكد أن الوضع الإداري يقف موقف الضعيف أمام حسين خوفاً من المطالبة بمستحقاته المالية وهي التي سوف تزيد من الطين بلة بالنسبة للوضع المالي المتأزم أصلاً. يقولون لا خيره ولا كفاية شره، أعتقد أنها أفضل ما يناسب أن تقوله جماهير النصر. وأعتقد أن حال إدارة النصر يقول: يا من شرا له من حلاله علة. أجمل ما خرج به النصر في هذا الموسم هو الاختلاف الكبير بالفكر الذي بدأ يتضح على جماهيره فهي لم تعد كما كانت بالسابق. وما حدث من جماهير الشمس من مطالب باستقالة الإدارة بعد جملة من الأخطاء دليل كافٍ على أن جمهوره أصبح يفرق بين العمل الجاد وبين تقديم الأعذار المختلفة هروباً من تحمل المسؤولية. أصبحت جماهير الشمس تدرك تماماً إن فريقها يحتاج إلى عمل كبير وجهد مضاعف وضخ أموال طائلة كما يحدث بالأندية الكبيرة. ولم تعد تصدق جماهير العالمي الاتهامات التي ترمى بشكل مستمر على التحكيم واللجان. فهي تريد فريقاً قوياً قادراً أن يفرض نفسه داخل أرض الملعب دون النظر إلى قوة الأندية الأخرى. ترغب بمشاهدة عمل يوازي طموحاتها وأهدافها المشروعة والمكتسبة. لم تعد تجدي حكاية الحكام واللجان التي تتعرض لها كل الأندية بما فيها من حقق بطولتين في هذا الموسم. فهل تشاهد جماهير الشمس عملاً يوازي وقفاتها التاريخية والمؤثرة والمتميزة مع فريقها. أم أن المكابرة سوف تكون حاضرة كما كانت وتبقي من عبث بسمعة الفريق إدارياً، وبالتالي تسبب عليه فنياً. الأيام القليلة المقبلة سوف تحمل أحد أمرين لا ثالث لهما، إما بداية تصحيح حقيقي على كافة الأصعدة وإما ركود وكسل وخمول وتحركات في آخر الوقت بصفقات لن تكون بعيدة عن التي عقدت بداية هذا الموسم. للتواصل: al [email protected]