تتعرض إدارة النصر لانتقادات حادة من جماهيرها في المواقع والمنتديات الإلكترونية أظنها الأولى منذ تولي الأمير فيصل بن تركي رئاسة النادي (الأصفر) قبل أكثر من عامين، والجماهير النصراوية المحبة العاطفية وقفت مع الإدارة في العامين الماضيين وقبلت بمنطق البناء والحاجة للوقت لتنفيذ خطط الاهتمام بالقاعدة وتدعيم صفوف الفريق الأول باللاعبين المحليين المميزين من الأندية الأخرى وقد نجحت في ذلك إلى حد بعيد، غير أن المشكلة الكبرى تمثلت في التعامل مع الأجهزة الفنية واختيار اللاعب الأجنبي، وعدم توفيق أي فريق في ذلك لم يعد غريبا أن يقوده للإبعاد عن المنافسة، وفي ظل تخبط الإدارة في بحثها عن مدربين منذ إقرارها عدم استمرار الأورجواني جورج داسيلفا بعد نهاية الموسم الماضي واختيارها للمدرب الإيطالي زينغا وما تبع ذلك من تعاقدات سيئة للأجانب الرومانيين بنظرة إيطالية راهن بها على نجاحهم كان كل ذلك كفيلا بوقف مسيرة العودة المرتقبة للنصر والتي تحقق جزءا هاما منها بحضوره منافسا على مراكز المقدمة دون أن يكون لديه القدرة على تحقيق بطولة تتطلب هزيمته للفرق المسيطرة على الألقاب والتي تملك أفضلية في العنصر الأجنبي واستقرارا في العمل الفني. جماهير النصر كشفت عن عقلية رياضية مميزة بدعمها فريقها في سنوات كان فيها بعيدا عن كل شيء، بل كان الدعم يتضاعف كلما تقهقر في سلم الترتيب، فكان بحضوره مضرب مثل، وحتى مع الإدارة الحالية فقد وقفت وقفة قوية وقدرت الحاجة للوقت وصفقت كثيرا للفريق رغم عدم تسجيل اسمه ضمن الأبطال، واليوم وحين تهاجم إدارتها فمرد ذلك الأخطاء الواضحة التي ارتكبت هذا الموسم والتي كان يمكن تجاوزها على طريقة (كان بالإمكان أفضل مما كان)، وأخص بذلك العنصر الأجنبي، وإذا كنت أعلم أن العمل الإداري يشمل جوانب كثيرة وكثيرة جدا؛ إلا أن الإخفاق في اختيار اللاعبين الأجانب من شأنه أن يقوِّض كل شيء، فالحق أن إدارة النصر لم تقدم هذا الموسم ما تواصل به إقناعنا بأن الفريق لا يزال يتطور، وطالما أن مسيرة التطور توقفت فلذلك أسباب، وأهمها الفشل بنسبة في اختيار الأجانب، في وقت يحقق فيه المنافسون منهم الفائدة القصوى فيقودون فرقهم للبطولات. إدارة النصر أخطأت وعليها أن تتحمل تبعات أخطائها وتتعامل مع أصوات الغضب الجماهيرية بمنطق العقل، وألا تكتفي بالتعاطي مع عبارات النقد وكأنها صادرة فقط من مخربين وأناس يحاربونها، فلم توجد بعد إدارة لم تتعرض لمضايقات. الرباعي الأجنبي بلا استثناء ليس صالحا لقيادة فريق لبطولة كبرى على مستوى السعودية، ولا لحضور مشرف في صراع قاري، تلك حقيقة وما يفترض على رئيس النصر أن يعترف أولا بأنه أخطأ في التعامل مع هذا الملف الهام، ثم يعيد النظر في طريقة الاختيار والمستشارين الذين ورطوه بالتعاقد مع المدرب الإيطالي وبأجانب استنزفوا خزينة النصر.