يمكن ربط حركة المشهد الشعري السعودي ومدى سطوعها بحركة النقد الأدبي، فبعد أن عايش نقاد الحداثة الشعرية بواكير الشعر الجديد، وألفوا فيها ما ألفوا من دراسات قليلة، ومقالات لم تستوعب المشهد تماما، توجه النقاد إلى النظريات، وترجمة المفاهيم والمصطلحات، وانشغلوا بالمشاريع النقدية على حساب مراقبة تطور النصوص الأدبية المحلية ومنها النصوص الشعرية. ثم بعد أن فرغوا من قضايا الخلافات البنيوية، والأسلوبية، والتفكيك، والتأويل، وعلم النص، والتداولية وغيرها، عمدوا إلى الدخول والمشاركة في عضوية كافة اللجان الأدبية والثقافية وغير الثقافية، ثم إلى التفكير في إصدار الموسوعات والأدلة، ثم إلى الهرولة إلى المؤتمرات واللقاءات من أجل تقديم وإبراز الخصائص والسمات الفنية للشعر السعودي، وهذا ما سيحفظه التاريخ للناقد الأدبي. لذلك شارك النقاد والباحثون في ملتقى النقد الأدبي في دورته الرابعة الذي نظمه نادي الرياض الأدبي، تحت عنوان "الشعر السعودي في رؤى النقاد: مقاربات ومراجعات"، حيث أكد المشرف العام على الملتقى الدكتور عبد الله الوشمي أن فكرة وتميز الملتقى عن غيرها يتمثل في التركيز على مجال نقد النقد، وهو حقل معرفي مهم يستكشف شروط الخطاب النقدي، كما أوصى المشاركون في الملتقى بإنشاء قاعدة بيانات شاملة عن النقد والنقاد في المملكة. كما حثوا أقسام اللغة العربية في الجامعات على تبني إنجاز مشروعات نقدية متكاملة تخدم الإبداع في المملكة، وكذلك تبنِّي مشروع مؤسسي لنقد التجربة الإبداعية في المملكة، بالإضافة إلى ذلك اقترح المشاركون عدة عناوين لموضوعات أدبية مختلفة، ليكون أحدها عنواناً فرعياً للملتقى في الدورات القادمة، على أن تتصل بالمنهج والأجناس الإبداعية الأخرى ورؤية النقاد السعوديين ودراساتهم للأدب العربي.