قال شهود عيان في مالي إن طلقات الأعيرة النارية دوت في باماكو عاصمة مالي في اليوم الثالث من اشتباكات بين المجلس العسكري الحاكم وجنود موالين للرئيس المخلوع امادو توماني توري مما دفع السكان للفرار بحثا عن ملاذ آمن. وقال مصدر أمني في مالي لرويترز إن القوات التابعة للمجلس العسكري تطلب من السكان مغادرة مبانيهم حتى يمكنهم ملاحقة المقاتلين الموالين للرئيس المخلوع ومنهم مرتزقة أجانب قاموا بمحاولة انقلاب مضاد فاشلة. وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه "تهدف عملية الإخلاء إلى مساعدة الجنود في عملهم وهم يعكفون على تمشيط المدينة بحثا عن مرتزقة اخترقوا صفوف المواطنين." وأضاف قوله "نحن نبحث عن ذوي القبعات الحمراء (قوات الحرس الرئاسي)." وترددت أصداء الأعيرة النارية من اتجاه مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي يشهد بعضا من أعنف المعارك منذ يوم الاثنين لكنه ظل تحت سيطرة المجلس العسكري. وقال شاهد من رويترز إن أعيرة نارية أطلقت أيضا في وسط باماكو حيث جرى إخلاء مبان إدارية وفر السكان على أقدامهم وبالسيارات. وهاجم أفراد من وحدة تابعة للحرس الرئاسي مواقع مهمة داخل باماكو وحولها في وقت متأخر من يوم الاثنين في محاولة فيما يبدو لخلع المجلس العسكري الذي يتولى السلطة منذ الانقلاب الذي وقع في 22 من مارس اذار. ودعا شيخ ماديبو ديارا رئيس وزراء مالي الانتقالي المعين حديثا الى الهدوء في بيان اذاعه التلفزيون. وقال ديارا "شهدنا محاولة في الثماني والأربعين ساعة الماضية لزعزعة البلاد." وأضاف قوله "أفهم أنه لا تزال هناك بعض العناصر تعيث فسادا." وقال انه بسبب جيوب المقاومة قام الجيش بنشر قواته في باماكو. ولقي 27 شخصا على الأقل حتفهم في المعركة التي انحسرت بحلول عصر الثلاثاء عندما هاجم جنود من المجلس العسكري ثكنة للحرس الرئاسي في العاصمة. ومن المقرر ان يجتمع رؤساء دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا في دكار يوم الخميس لمناقشة الوضع في مالي وكذلك في غينيا بيساو التي تعرضت أيضا لانقلاب في الاونة الأخيرة. وقال مصدر في حكومة بوركينا فاسو ان خمسة من أعضاء المجلس العسكري الحاكم في مالي وصلوا الى بوركينا فاسو للقاء الرئيس بليز كومباوري الذي يضطلع بدور وسيط في النزاعات الاقليمية. وتزامنت الاضطرابات في مالي مع انتفاضة للطوارق ومتمردين اسلاميين في الشمال الصحراوي للبلاد قسمت مالي إلى جزأين وأغرقت الجهود الاقليمية لاستعادة الاستقرار في المنطقة المنتجة للذهب.