أثبتت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون بريطانيون أن المملكة المتحدة تعاني من تلوث ضوئي، سببه الإضاءات الساطعة الصادرة عن مصابيح إنارة الشوارع والمباني ذات الإنارات الشديدة والذي تسبب في حجب ما يقرب من ثلثي النجوم بسماء بريطانيا. وقد شارك بالدراسة التي دعمتها حملتا حماية الريف الإنجليزي والسماء مظلمة حوالي 981 متطوعاً، وأظهرت أن هناك 14 بالمائة من الأشخاص لا يمكن أن يروا سوى خمسة نجوم أو أقل مثل النجوم الثلاثة البديعة التي تشكل حزام الصياد، في حين أن هناك 39 بالمائة من الأشخاص أفادوا أنهم قادرون على رصد حوالي 6 أو10 نجوم. حيث أكد الباحثون أن نصف عدد سكان بريطانيا أجمعوا على أنهم لا يستطيعون رؤية نجوم السماء التي من المفترض أن تكون ساطعة في الليل والتي تقع ضمن كوكبة "أوريون"، وأكد خبراء الفلك أنه من المفترض أن يسطع حوالي 30 بالمائة أو أكثر من مئات النجوم التي تقع بين الزوايا الأربعة المشرقة لمجموعة "أوريون". وشدّد الباحثون على أن سماء بريطانيا قد تضررت بالفعل من التلوث الضوئي الذي يخيم على مدنها جراء مصابيح الإنارة والمباني المضيئة ليلاً ونهاراً والتي قد تشكل خطراً كبيراً على حياة الإنسان، حيث وجد الباحثون أنها تسبب اضطرابات النوم، كما أنها تهدد الحياة البرية؛ لأن الضوء الساطع يضلل بعض الحيوانات من الثدييات مثل الخفافيش، ويعطل قدرة البوم على الصيد في الليل. وأشارت النتائج إلى أنه لم يطرأ أي تحسن في ظاهرة التلوث الضوئي منذ تم إجراء دراسات مماثلة بين عامي 2007 و2011، على الرغم من الجهود التي تبذلها السلطات المحلية لمعالجة هذه المشكلة عن طريق تعتيم أو إطفاء بعض أضواء الشوارع ليلاً.