الحب لا يعرف حدودا ولا قوانين، فهو إحساس ومشاعر تنشأ بين طرفين أياً كانت الطريقة والأسلوب... هكذا يقول المؤمنون بالحب الإلكتروني الذي يأتي صدفة من خلف شاشة الكمبيوتر ويكتمل داخل غرف الدردشة. لكن هل هذا الحب يمكن أن يكون حبا حقيقيا يوما ما وينتهي بالنهاية الطبيعية لأي حب وهي الزواج؟ "البلاد" استطلعت آراء عدد من الشباب حول هذه الظاهر خاصة مع حديث البعض عن أن هذا الحب أو العلاقة تقوم على الخداع لأنه يبتعد عن الواقع كل البعد، والكذب فيها ليس له ثمن، فمنهم من يلجأ إلى انتحال شخصيات مزوّرة و تكون الفتاة أمام حديث ليس له أية صلة مع الواقع، يضيع وقتها ويسكنها في قصور لن ترى منها ولا حتى جدار واحد ويزداد إلى أن يصل إمَّا لطريق مسدود، أو لطريق مفتوح يصعب إغلاقه. في أغلب الأحيان يكون السَّبب الرَّئيس لذلك هو الحب الوهمي أو الشُّعور بالوحدة، والملل، أو عدم وجود ما يشغل وقت الفراغ الذي يعاني منه غالبية شباب اليوم، بالإضافة إلى صعوبة الحبِّ بطرق أخرى. وغالبًا ما تكون هناك نية مسبقة عند كلا الطَّرفين بالحبِّ عن طريق الإنترنت، وتكون هناك نية مسبقة في البحث والعثور على شريك الحبِّ من خلال الإنترنت أيضا، لشعور كلِّ طرف بالحاجة لعيش قصة حبٍّ كسائر البشر من حوله. علاقة خاطئة في البداية تقول ريهام عبد الباري ،23 عاما، أنها لا تقتنع تماما بأي حب على الإنترنت وهي تستخدمه فقط من أجل أصدقائها، وترى أن هذا الحب خطأ بنسبة 100% لأنه يبدأ على أساس خاطئ، وحتى لو اكتملت قصة الحب وتكللت بالزواج سيكون بها العديد من المشاكل لأنها سيطغى عليها عدم الثقة ما بين الطرفين. ويقول أحمد سامي، 28 عاما، إنه يستعجب من الشباب الذين يقبلون على الزواج من فتيات من غرف الدردشة، فهي مثلما عرفته وأحبته بإمكانها أن تحب وتتعرف على شاب آخر، وبنفس الطريقة كما لا يوجد أي دليل بأن تقوم هذه الفتاة بعقليتها وتفكيرها بتربية أولاده بالطريقة الصحيحة. حب وتسلية فيما تقول سارة عادل، 24 عاما، إن هذا الحب ناجح وفاشل في نفس الوقت، فعندما يتعرف شاب وفتاة على الإنترنت ويتقابلان بعدها في أي مكان ويشعران بالإعجاب والحب من دون ترتيب فيعد بهذه الطريقة ناجحا، ولكن إذا بدءا حديثهما على الشات بأحاديث الحب والغرام فوقتها سيكون الهدف من وراء ذلك التسلية وضياع الوقت فقط.