بدأ كثير من الناس في الآونة الأخيرة يتداولون العديد من المصطلحات الغريبة؛ الأمر الذي وضع كثيرا من علامات الاستفهام حول المستفيد الأول من انتشار مثل هذه المصطلحات والفائدة التي يمكن أن يجنيها الفرد عندما يردد كلاما من شاكلة (خلوها تعنس.. وخلوه عزابي)، خصوصا أن حجم العوانس بين فتياتنا ممن تجاوزن ال30 من أعمارهن دون زواج بلغن أكثر من مليون، حسب إحصائية قديمة لوزارة التخطيط الاجتماعي؛ ومن ثم يمكن أن يكون هذا العدد قد تضاعف إلى أعداد مخيفة حاليا، وعلى الجانب الآخر هناك مجموعة كبيرة من الشباب السعودي الذين لا يزالون عازفين عن الزواج، كل هذه الحقائق تؤكد تماما أن مثل تلك الحملات والشائعات ما جاءت إلا لتزيد الفجوة بين الجنسين. “ شمس” بدورها فتحت هذا الملف وبحثت أسباب الاختلاف، في محاولة منها لمعرفة المستفيد من مثل هذا الشقاق، واستطاعت الوصول إلى مطلقي حملة (خلوها تعنس) الحقيقيين، وهما الشابان رامي الفردان وعبدالله الدرعان اللذان رويا قصة حملتهما، إضافة إلى عدد من الآراء المؤيدة والرافضة لمثل هذه الحملات. همّ اجتماعي “نجاح حملة (خلوها تصدي) أشعل في خواطرنا همّا اجتماعيا أعظم، وهو العزوبية والعنوسة اللتان التهمتا قلوب الشباب والفتيات في بلادنا دون أن يكون للمجتمع تحرك جاد لعلاجها”، بهذه الكلمات بدأ الشابان رامي الفردان وعبدالله الدرعان حديثهما، مشيرين إلى أنهما جُوبها بردود فعل سلبية من قبل كثير من الفتيات عند بدايتهما، لكنهن سرعان ما انضممن إلى الحملة وشاركن فيها بمجرد علمهن بمقاصدها، وأضافا: “استخدمنا خدمات (الفيس بوك) في إطلاق وتنشيط الحملة باعتباره أكثر الخدمات التفاعلية على شبكة الإنترنت سهولة وبساطة وانتشارا في المجتمع السعودي، وكذلك لأنها تقوم على أساس تكوين تجمعات افتراضية من خلال الواقع؛ حيث تحض هذه الخدمة على استخدام الأسماء الحقيقية وبناء المجموعات الصريحة”، وأرجعا الأسباب الحقيقية التي دفعتهما إلى إطلاق الحملة إلى ارتفاع نسب العزوبية والعنوسة في السعودية حسب دراسات وأبحاث متنوعة؛ لدرجة أنها بلغت مستويات مخيفة ورافقتها في الوقت نفسه نسبة طلاق عالية. إنعاش العقول وأضافا: “المشكلة الأساسية تكمن في أن نسبة العنوسة والعزوبية المرتفعة ليست ناجمة عن التكاليف المبالغ فيها للزواج فحسب، ولكن أيضا بسبب تعقيدات الزواج التي تحرم الطرفين من التعارف الجاد والانسجام الصادق بإشراف ورقابة عائلية، كما أن غلاء المهور وتكاليف الزواج وتعقيداته لم تسهم في ارتفاع نسبة العنوسة والعزوبية فقط بل أسهمت في ارتفاع نسبة الطلاق؛ لأن إرهاق كاهل الزوج بالمصاريف المادية قبل الزواج مع تجاهل تأسيس تعارف صادق وجاد ومرحلة انسجام بين الزوجين تسبق الارتباط يؤدي إلى حياة زوجية تعيسة ومليئة بالمشاكل، وقد تنتهي في الأخير تحت عجلات سيارة رجل ثائر وطائش”. وحول الاتهامات التي طالتهما بأنهما لا يحسبان النتائج، أشارا إلى أن الحملة تهدف في حقيقة الأمر إلى محاربة غلاء المهور وتعقيدات الزواج وتكاليفه الكبيرة، إضافة إلى العادات الاجتماعية المريضة والتفسيرات الدينية المشوهة التي لها دور في تعقيد الزواج وزيادته؛ لدرجة أن هناك كثيرا من الشباب والشابات تجاوزت أعمارهم سن ال40 دون أن يتمكنوا من الاستقرار، فيما فشلت كثير من مشاريع الزواج بسبب ما سبق مرحلة الزواج من أعباء مادية وتجاهل لأسس التعارف، واستطردا: “تعمدنا هذا الاسم؛ لعل في استخدامه إنعاشا للعقول وإيقاظا للجانب الرحيم والعاقل والمتزن في المجتمع”، وأوضحا أنهما حاولا صبغ الحملة بجانبين: أحدهما جدي وصارم وصادم، والآخر ساخر يعطيها لمسات جاذبة، واعترف الفردان والدرعان في ختام حديثهما بأن حملتهما لم تقدم حلولا جذرية للمشكلة، وأكدا أنهما ينويان البحث عن حلول يمكن أن تفيد في حل هذه المعضلة. وسيلة رخيصة أيدت سحر العسكر (طالبة جامعية) الحملة المناهضة ل(خلوه عزابي) التي أتت كردة فعل على حملة الشباب تجاههن، واعتبرت أن حملة الفتيات أتت كرد فعل طبيعي للظلم الذي يقع على الفتاة من خلال مطالبة الشباب بتخفيض المهور، مؤكدة أن الشاب يمكن أن يدفع أكثر من 100 ألف ريال لشراء سيارة فاخرة وهي سلعة يمكن أن يخسرها تحت أي ظرف ويبخل في دفع مهر يعد ضئيلا أو مقاربا للمبلغ الذي يدفعه لشراء السيارة، مبدية أسفها لطريقة التفكير عند بعض الشباب، وحمَّلت الشباب المسؤولية بل طالبتهم بالبحث عن إعالة أنفسهم وتوفير المبلغ الكافي للزواج دون اللجوء إلى وسائل ضغط وصفتها بالرخيصة. حملة مجهولة رفض الشاب محمد السهلي الحملة التي ينادي بها عدد من الشباب المجهولين على حد تعبيره مؤكدا أن الفتاة في الغالب لا تفرض شروطا تعجيزية من تلقاء نفسها، بل تدخل في الأمر عوامل متعددة أهمها متاجرة بعض الآباء ببناتهم لأجل أن المرأة موظفة أو غير ذلك من المعايير المؤثرة، وتساءل: “من المستفيد من حملة عنوسة الفتيات أو عزوف الشباب عن الزواج؟”، وأضاف: “أهداف هذه الحملة وإن كان ظاهرها نوعا من الرفض لسياسات بعض الآباء، إلا أنها تحمل في طياتها إيحاء بأن يحصل الشاب على الزوجة بطريقة تبدو كأنها مجانية، وهذا يرفضه أي عاقل، ورغم ذلك أنا مع تخفيض المهور وتيسير الزواج، ولكن ليس بهذه الطريقة الفجّة التي ينادي بها