مع تطور إيقاع الحياة ودخول التكنولوجيا كل جوانبها، لم تعد الخيانة الزوجية تعني مجرد العلاقة غير الشرعية التي تحدث بين رجل وامرأة أخرى فقط، بل تطورت ليظهر ما يسميه البعض "الخيانة الإلكترونية" وهي العلاقات التي تحدث بين رجال ونساء داخل غرف الشات أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن هذه العلاقات ما يبقى خلف الشاشات ومنها ما يتطور إلى لقاء حقيقي بين الطرفين. وقد أثبتت العديد من الدراسات أن استخدام الإنترنت أثر بشكل كبير على ظاهرة التفكك الأسري وتشهد المحاكم الكثير من قضايا الطلاق بسببها، وكل تلك العوامل جعلت الفتيات والشباب عامة يشعرون بالخوف من الإقدام على الزواج، كما عملت على زيادة نسبة الشك في قلوب جميع الشباب من ناحية شريك حياتهم. حركة تطهير في البداية، قالت هبة سامي – 28 عاماً – إنها في بداية زواجها أخذت من زوجها الرقم السري الخاص ببريده الإلكتروني وقامت بمسح كل صديقاته الفتيات حتى تريح ظنونها من ناحيته ولم تترك له سوى مديريه في العمل فقط، وترى أن ذلك حل سليم وأنها تراقب تصرفاته بشكل دائم وذلك لكثرة قصص الأزواج الخائنة التي تسمعها يومياً. أما سارة سعيد – 30 عاماً – فقالت إنها اكتشفت في أحد الأيام أن زوجها يتحدث في الهاتف ليلاً وبشكل مريب ففكرت فيما دفعه إلى ذلك على الرغم من قصة الحب التي جمعتهما، وحينما واجهته اعترف لها بأنها كانت نزوة فكان يشعر في تلك الأيام بالوحدة ووعدها بألا يتكرر هذا الخطأ مرة أخرى. مقبول .. ولكن وقالت هدى جار النبي – موظفة – إنها تثق في نفسها لدرجة كبيرة ولا يستطيع شريك حياتها في المستقبل القيام بأي عمل مراوغ حتى في أبسط الأمور، فهي لن تسمح له حتى بالنظر إلى فتاة جميلة تمشي بجانبه ولكنها أيضاً ترى أنه إذا ما قام بخيانتها مرة سيعود لها في النهاية. أما حبيبة أحمد -22 عاماً- قالت بأن خطيبها يدخل على غرف الدردشة ويتحدث مع فتيات وأن هذا الموضوع لم يسبب لها أي قلق فهن صديقاته ومن حقه أن يتحدث معهن ويطمئن عليهن فهي لها أصدقاء شباب وتتحدث معهم وخطيبها على علم بذلك، فهي ترى أن الثقة والصراحة أهم شيء في العلاقة ما بين أي اثنين مرتبطين. حرام شرعاً لكن الداعية الإسلامية الدكتورة سعاد صالح أكدت أن الخيانة عن طريق الإنترنت وغرف الدردشة هي إثم وحرام فطريق الحرام حرام مثله، ولكنها فرقت بين استخدام الإنترنت ما بين أشخاص ناضجين يتعاملون في معاملات نافعة في عملهم كالتبادل الثقافي والتجاري والعلمي فيعد في ذلك الحال حلالاً ومشروعاً، أما إذا كان يستخدم بين شاب وفتاة في سن المراهقة يتبادلون فيها مشاعر محرمة وصوراً عن طريق الكاميرا ومشهداً غير لائق وكلمات تخدش الحياء فالتعامل به يعدّ محرماً وغير مشروع. كما طالب الزوجة بضرورة صون كرامة زوجها وأن تعامله بالمعروف وعليه أن يعاملها بالمثل، وأوصت صالح بضرورة أن يملأ الرجل الفراغ في حياة زوجته ولا يتركها تواجه كل مغريات العصر الجديدة من إنترنت ومحمول وغيرها حتى لا تستسلم لوساوس الشياطين وتنجرف في طريق الخيانة. فيما تشير الدكتورة عزة كريم، الباحثة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إلى أن الخيانة الزوجية عن طريق الإنترنت تعكس الجهل باستخدامات التكنولوجيا الحديثة واستغلالها لأشياء تضر بمعيشة وأخلاقيات الشباب، مؤكدةً أن جميع المفاهيم الشعبية المتوارثة تؤكد على أن الرجل خائن بطبيعته. وأضافت أن مجتمعاتنا الشرقية تجد الكثير من الأسباب التي تبرر بها خيانة الرجل مثل إهمال زوجته له ولمتطلباته خاصة بعد الإنجاب وتحول اهتمامها إلى أولادها فيلجأ إلى الانترنت لتكوين علاقات غير مشروعة تحت اسم مستعار حتى لا تنكشف شخصيته الحقيقية، مشيرة إلى أن الخطورة والمشكلة الكبرى تكمن في اقتناع الشباب بأن العلاقات الإلكترونية هي علاقات عابرة ولا تعتبر محرمة شرعاً.