استمرارا لمجهودات المملكة في حماية البيئة، شاركت السعودية والمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية (روبمي) احتفالها بيوم البيئة الإقليمي تحت شعار "دعونا نحمي أشجار القرم"، حيث تشارك المملكة مع الدول الأعضاء في المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية (روبمي) الاهتمام بيوم البيئة الإقليمي، الذي اختير تخليداً لذكرى قيام دول المنطقة بالتوقيع على اتفاقية الكويت الإقليمية لحماية البيئة البحرية في عام 1978 التي اعتبرت إيذاناً بإنشاء منظمة (روبمي). وتولي المملكة اهتماماً لأشجار "القرم" من خلال العديد من الفعاليات التوعوية التي تهدف للحفاظ عليها وزيادة مساحتها، فيجسد الاحتفال بيوم البيئة الإقليمي التأكيد على وجود إطار مشترك وركائز راسخة للعمل البيئي الإقليمي انطلقت من السياسات والمبادئ العامة لحماية البيئة النابعة من ظروف مناخية وجغرافية وتاريخية مشتركة بين دول المنطقة. و التسمية العربية لأشجار القرم (باللاتينية: Avicennia) جنس من نباتات الأيكة الشاطئية المنجروف Mangrove التي تعيش على الماء المالح وهو من الفصيلة (باللاتينية: Avicennaceae). يوجد منه عدة أنواع ويكثر على شواطئ جنوب شرق آسيا كما يوجد في منطقة الخليج والبحر الأحمر. أشجار "المنجروف" أو القرم كما يطلق عليها كانت تشكّل غابات تحاذي سواحل المدن السعودية في الشرق، مثل الدمام، وسيهات، والقطيف، وصفوى وصولاً إلى رأس تنورة. وفي الغرب أيضاً، مثل جزر فرسان، وجازان، والقنفذة، والليث، وجدة، ولكن هذه الغابات كادت أن تختفي كلياً عن سواحل هذه المدن، بعد التوسع العمراني الذي امتد ليطال المناطق الساحلية. .فوائد القرم يعتبر شجر القرم مفيداً للبيئة البحرية والبرية معاً، ومن فوائده البحرية أنه يثبت التربية الشاطئية ويكون مأوى للعديد من الأسماك والحيوانات البحرية والتي من ضمنها السلاحف البحرية، كما تتخذ منه الطيور مأوى لها حيث إن هناك بعض الأنواع من الطيور تعشش تحت أشجار القرم. ويستفاد منه أيضاً كمصدات للرياح.. أما الأوراق فتجفف ليعمل منها الشاي، أو كغذاء للحيوان، أما الأزهار فيستفاد منها في تربية النحل، وكانت جزيرة تاروت تعتبر أكبر جزيرة سعودية في الخليج العربي قبل 40 عاماً.ولكنها لم تعد كذلك الآن حيث لم يتبق بخليج تاروت سوى 10 بالمائة فقط من أصل « 6220000 متر مربع« وذلك من مساحة الغطاء المكون من شجر القرم "المانجروف"؛ مما أدى لتقلص مساحة هذه الشجرة الثمينة. وعلى الرغم مجهودات المملكة في الحفاظ على تلك الشجرة، إلا أنه في عام 2005 صدر قرار ملكي نص على إنشاء محمية خاصة بأشجار القرم في مدينة الجبيل الصناعية على مساحة تصل إلى 2300 كيلومتر مربع، وذلك في محاولة لإعادة جزء مما تدمر من غابات كانت تستوطن سواحل الشرقية، لكن أهالي المنطقة لا يخفون قلقهم على مصير هذه النبتة في ظل استمرار التوسع العمراني على حساب البيئة البحرية.