نعم.. لن نقضي على خطر المخدرات في بلادنا إذا اعتقدنا أنها مسئولية الجهات الرسمية فقط؛ فالمهربون والمروّجون يتواجدون في كل دول العالم ومع كل الجهود لإحباط تهريبهم وبيعهم للمخدرات، فإنهم يستخدمون وسائل جديدة لتهريب المخدرات وبيعها. ولكي نعلم حجم الخطر الذي تواجهه بلادنا من المخدرات فلنقرأ التقارير الرسمية التي تتحدث عما يتم ضبطه منها من كميات هائلة ومتنوّعة بجهود كبيرة ومميّزة من رجال الأمن والجمارك ولقد كان آخرها يتحدث عن فترة الثلاثة الأشهر الأولى من هذا العام فقط، وكانت تشمل ملايين الأقراص المخدرة وأطناناً من الحشيش والقات وكميات من الهيروين تجاوزت قيمتها مليارا ونصف المليار من الريالات. وبعيداً عن الشريحة الفاسدة الصغيرة جداً من مجتمعنا التي تهرّب وتروّج المخدرات؛ دعونا نركّز على المجتمع ككل الذي يشمل مدمني المخدرات الذين يدعمون ازدهار هذه التجارة غير المشروعة بشرائهم لها؛ وكذلك باقي أفراد المجتمع الذي هو إما قريب من مدمن ويتعامل معه أو بعيد عن عالم المخدرات وأخطاره. دعونا نركّز على المجتمع ككل الذي يشمل مدمني المخدرات الذين يدعمون ازدهار هذه التجارة غير المشروعة بشرائهم لها؛ وكذلك باقي أفراد المجتمع الذي هو إما قريب من مدمن ويتعامل معه أو بعيد عن عالم المخدرات وأخطاره ولا يخليه ذلك من مسئولية العمل من أجل حماية المجتمع وأبنائه من خطر هذه الآفة القاتلة والمدمرة. قلت إننا لن نستطيع أن ننتصر على آفة المخدرات إذا اعتمدنا على جهود الجهات الرسمية فقط؛ لأن الوقاية الرئيسية يجب أن تنطلق من المجتمع بكل فئاته أفراداً ومؤسسات حكومية ومدنية؛ ولا يجب أن نغلب عاطفتنا دون إيقاف خطأ يرتكبه شخص أو مجموعة من الأشخاص إما لخوفنا عليهم أو منهم دون أن نستشعر مسئوليتنا في مساندتهم أولاً ثم مساندة المجتمع بمنع استمرار معاناتهم من الضياع في عالم المخدرات. ولكم سمعنا قصصاً تدمي القلوب عن أوجاع وآلام وأحزان عانت منها أسر كثيرة بسبب المخدرات؛ وعندما لا تكون المشكلة قريبة منا فإننا نتعاطف معها ولكننا لا نفعل شيئاً؛ وعندما تكون قريبة منا فإن تعاطفنا معها يجعلنا نتعامل معها من باب التعايش وليس العلاج الحاسم. لن نقضي على خطر المخدرات في بلادنا إلا إذا اقتنعنا جميعاً بأن لنا دوراً وعلينا مسئولية وهي جزء لا يتجزأ من علاج هذه الآفة الخطيرة. [email protected]