اختار الشاعر المديني يوسف الرحيلي وهو يلقي أحد نصوصه الشعرية في صالون الوادي المبارك في نادي المدينة الأدبي أول من أمس، إلى جانب كل من الشاعر خالد النعمان والشاعر مروان المزيني والشاعر نورالحق أن يخاطب الأديب محمد العيد الخطراوي أحد مؤسسي أسرة الوادي المبارك، والموثقين لسيرتها وعطائها الثقافي عبر كتابه(أسرة الوادي المبارك في الميزان)، وقد بات الأخير ملازماً بسبب ظروفه الصحية منزله طيلة الوقت، يقول الرحيلي: دع أمانيك والهموم الخوالي وافترش ظل نخلة في العوالي وتحسس صدى السماء ندياً وتنفس جواب كل سؤال بلد طيب ورب غفور ورسول كالوابل السلسال ولم ينفك جميع الشعراء المشاركين في الأمسية كما تجلى عبر نصوصهم عن بيئتهم الشعرية، حيث كانت طيبة الطيبة حاضرة في معالمها وملامحها ودلالتها وقل ذلك تفاصيل إنسانها، وقد اتضح ذلك من خلال توظيف عدد من المفردات المدينية، يقول الشاعر مروان المزيني من قصيدة بعنوان:"كوب الشاي"، مستحضراً نعنان المدينة: ملأت الكوب بالشاهي وقد أدركت إصباحا فأشربه وأعشقه إذا النعناع قد فاحا وصار مزاجي النائي بعيد الهم مرتاحا وأبدع حيث إبداعي يبث الحرف إصلاحا أما الشاعر خالد النعمان والمعروف بقصائده المطولة فنجده يهتدي في قصيدته المعنونة ب"حوار على سفود الهوى" المدينةالمنورة بعد عدد من الأبيات العاطفية إلى طريق حبيبته المدينةالمنورة التي طالما ناجاها شعراً، يقول النعمان: ذهبت تعاتبني سليمى عندما قرأت بأوراقي هوى بسواها قالت: رعاك الله أنت خليلنا ما ذا عسى من خلة تأباها أني لمست الصدق ينضب قلبه فيما كتبت فمن ترى تهواها إلى أن يقول مخاطب المدينةالمنورة: فأجبتها يا سلم قبلك كنت ذا عشق وذا وصل بمن أهواها قالت: إذا كان الهوى في طيبة فأنا شريكة حبكم وفداها الشاعر نور الحق إبراهيم قدم من جهته عدداً من النصوص التي حملت رؤى مختلفة عن زملائه حيث تجلى البعد الفكري في نصوصه ولغته بينها نص بعنوان:"لحن الفناء": على وقع المواعيد المؤجلة يداه ترتجفان كأيادي الجرذان تناولت حبوب الهلوسة مجرد حشرة في بؤبؤ المياه الآسنة يتربص بها الرعاة كل فجر يرشون عليها قطرات الورد وهم يضنونها مبيدات العناء وكانت الأمسية الشعرية قد شهدت عدداً من المداخلات التي انتهت إلى تأكيد المشرف على صالون الوادي المبارك الدكتور هاني فقيه: أن من يقول إننا نعيش في زمن الرواية والقصة لم يلامس الواقع بدقة حيث يثبت الشعر كل يوم كما كشف الشعراء أن الشعر لا زال ينتزع موقعه داخل وجدان جمهوره وعشاقه الذين يتزايدون كل يوم.