اختار الشاعر المدني يوسف الرحيلي وهو يلقي أحد نصوصه الشعرية موضعات تتغنى بذاكرة المكان خلال مشاركته في صالون الوادي المبارك في نادي المدينة الأدبي أول من أمس، إلى جانب كل من الشاعر خالد النعمان والشاعر مروان المزيني والشاعر نور الحق أن يخاطب الأديب محمد العيد الخطراوي أحد مؤسسي أسرة الوادي المبارك، والموثقين لسيرتها وعطائها الثقافي عبر كتابه (أسرة الوادي المبارك في الميزان) وقد بات الأخير ملازما بسبب ظروفه الصحية منزله طيلة الوقت، يقول الرحيلي: دع أمانيك والهموم الخوالي وافترش ظل نخلة في العوالي وتحسس صدى السماء ندياً وتنفس جواب كل سؤال بلد طيب ورب غفور ورسولً كالوابل السلسال د. هاني فقيه: من يقول إننا نعيش في زمن الرواية والقصة فهو بعيد عن واقعنا الشعري! ولم ينفك جميع الشعراء المشاركين في الأمسية عبر نصوصهم عن بيئتهم الشعرية، حيث كانت طيبة الطيبة حاضرة في معالمها وملامحها ودلالتها وقل ذلك تفاصيل إنسانها، وقد اتضح ذلك من خلال توظيف عدد من المفردات المدنية كما هو الحال في قصيدة للشاعر مروان المزيني من قصيدة بعنوان:"كوب الشاي"، مستحضرا نعناع المدينة.. أما الشاعر خالد النعمان والمعروف بقصائده المطولة فنجده يهتدي في قصيدته المعنونة ب"حوار على سفود الهوى" بعدد من الأبيات العاطفية إلى طريق حبيبته المدينة التي طالما ناجاها شعرا، يقول النعمان: ذهبت تعاتبني سليمى عندما قرأت بأوراقي هوى بسواها قالت: رعاك الله أنت خليلنا ما ذا عسى من خلة تأباها أني لمست الصدق ينضب قلبه فيما كتبت فمن ترى تهواها أما الشاعر نور الحق إبراهيم، فقدم من جهته عدداً من النصوص التي حملت رؤى مختلفة عن زملائه، حيث تجلى البعد الفكري في نصوصه ولغته بينها نص بعنوان:"لحن الفناء" وكانت الأمسية الشعرية قد شهدت عدداً من المداخلات التي انتهت إلى تأكيد المشرف على صالون الوادي المبارك الدكتور هاني فقيه، أن مَن يقول إننا نعيش في زمن الرواية والقصة لم يلامس الواقع بدقة حيث يثبت الشعر كل يوم كما كشف الشعراء أن الشعر لا زال ينتزع موقعه داخل وجدان جمهوره وعشاقه الذين يتزايدون كل يوم.